عاجل

هنا يرقد آلاف الصحابة

اخلع نعليك قبل أن تدخلها.. البهنسا البقيع الثاني وأرض الشهداء في قلب المنيا

أرض البقيع الثاني
أرض البقيع الثاني في المنيا

تقف قرية البهنسا شامخة كأنها كتاب مفتوح على صفحات التاريخ، على بعد أميال قليلة من مدينة بني مزار شمال محافظة المنيا، يدخلها الزائر بخطوات مفعمة بالرهبة والسكينة، فيجد نفسه وسط أرض يطلق عليها الأهالي "البقيع الثاني"، حيث يرقد فيها حوالي 5000 من شهداء الصحابة والتابعين الذين استشهدوا في معارك الفتح الإسلامي، ليظل المكان شاهدًا على مزيج فريد من القدسية والتاريخ.

البهنسا بلدة لها مكانة استثنائية

البهنسا ليست مجرد قرية تابعة إداريًا لمركز بني مزار، بل هي قبلة للزائرين من مختلف أنحاء مصر وخارجها، اكتسبت شهرتها من احتضانها قبور الصحابة الكرام الذين سطروا بدمائهم بطولات خالدة في سبيل نشر رسالة الإسلام، ولهذا السبب أطلق عليها المؤرخون لقب "مدينة الشهداء"، وأصبحت رمزًا روحيًا يجمع بين عبق الماضي وأصالة الحاضر.

أرض البقيع الثاني وقدسية المكان

يطلق على مقابر البهنسا "البقيع الثاني"، في إشارة إلى "بقيع الغرقد" بالمدينة المنورة، حيث دفن عدد من الصحابة وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، هذا التشبيه لم يأت من فراغ، إذ تضم أرض البهنسا رفات العديد من كبار الصحابة الذين ارتبطت أسماؤهم ببطولات الفتح الإسلامي في مصر، وبات المكان مقصدًا للباحثين عن البركة والسكينة، وميدانًا مفتوحًا للروحانية والتأمل.

مقصد روحي وسياحي

تستقطب مقابر البهنسا آلاف الزوار سنويًا، خاصة في المناسبات الدينية يأتي الناس للتبرك، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، والاطمئنان إلى أن روح الإسلام ما زالت حية في تلك البقعة الطاهرة، كما تحولت المنطقة إلى مقصد سياحي، يجمع بين القيمة الدينية والأثرية، مما جعلها من أبرز نقاط الجذب في محافظة المنيا.

اهتمام رسمي ورواية الحكايات الشعبية

شهدت أرض البقيع الثاني في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا من الأجهزة التنفيذية بمحافظة المنيا، سواء بتطوير الطرق المؤدية إليها أو بتوفير الخدمات الأساسية للزوار، كما يحرص الأهالي على الحفاظ على قدسية المكان ورواية الحكايات الشعبية المرتبطة بالشهداء، لتبقى البهنسا جزءًا حيًا من الذاكرة الجمعية لأبناء الصعيد.

ذاكرة لا تموت

تبقى البهنسا، بأرضها الطاهرة وشهدائها الأبرار، شاهدًا على عظمة التاريخ الإسلامي في مصر، هي ليست مجرد قرية، بل رمز للبطولة والتضحية، ووجهة لكل من يبحث عن السكينة بين جنبات أرض "البقيع الثاني"، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في لوحة إنسانية وإيمانية فريدة.

تم نسخ الرابط