عاجل

شوقي علام: حماية السائح في مصر واجب شرعي قبل أن تكون التزامًا قانونيًا

 شوقي علام
شوقي علام

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن السائح الذي يدخل الأراضي المصرية يتمتع بكامل الحقوق التي تضمنها القوانين المحلية منذ لحظة وصوله عبر المنافذ الجوية أو البرية أو البحرية، مشددًا على أن الدولة المصرية ملتزمة بحمايته في نفسه وماله وعرضه.

حماية السائح ليست مجرد التزام قانوني

وأوضح علام، خلال حديثه في برنامج "بيان للناس"، المُذاع اليوم الجمعة على قناة "الناس"، أن حماية السائح ليست مجرد التزام قانوني، بل تمثل واجبًا شرعيًا، مستشهدًا بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ"، وبما ذكره الإمام القرطبي في تفسيره بأن "العقود" تعني "العهود".

وأشار إلى أن الوفاء بالعهود من صفات المؤمنين، في حين أن الغدر بها يُعد من علامات النفاق التي حذر منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

 مصر لم تغدر يومًا بمن دخلها بعهد أمان

وأضاف أن مصر عبر تاريخها لم تغدر يومًا بمن دخلها بعهد أمان، ولم تسلب حق إنسان لجأ إليها، مؤكدًا أن المواطن المصري كذلك مُطالب بحُسن التعامل مع السائح واستقباله بما يعكس كرم الضيافة المصري الأصيل.

كما نوّه إلى التجربة المصرية في استقبال ما يقرب من 10 ملايين شخص فرّوا من الحروب والفوضى في بلادهم خلال السنوات الماضية، معتبرًا إياها دليلاً واضحًا على قدرة الدولة والمجتمع على توفير الأمن وحسن الاستضافة. وأشار إلى حرص القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس المصري، على وصف هؤلاء الوافدين بـ"الضيوف" وليس "اللاجئين"، تأكيدًا على كرامتهم ومكانتهم.

ما يصنعه الإنسان من تراث مادي أو يتركه للأجيال التالية يحتاج إلى تعامل متوازن

وفي سياق أخر، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، إن ما يصنعه الإنسان من تراث مادي أو يتركه للأجيال التالية يحتاج إلى تعامل متوازن من المسلمين ومن الإنسانية عمومًا، مشيرًا إلى أن القرآن والسنة قدما لنا نماذج متنوعة في هذا المجال.

وأوضح خلال حلقة برنامج "بيان للناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن مواقف الأنبياء الثلاثة – سيدنا سليمان وسيدنا إبراهيم وسيدنا محمد ﷺ – تقدم نماذج متباينة في التعامل مع الموجودات المادية: فسيدنا سليمان صُنع له ما يخدم البشرية في وقته مع أمن تام من اتخاذ هذه الأشياء معبودات، أما سيدنا إبراهيم فواجه قومًا يعبدون الأصنام فأزال المنكر، في حين هدم النبي ﷺ الأصنام حول الكعبة لتطهير البيت الحرام في وقت قريب العهد بالجاهلية حتى لا تبقى تلك المعبودات في النفوس.

تم نسخ الرابط