شوقي علام: وعي المواطن المصري حجر الأساس لبناء أمة مستقرة وآمنة لجميع أبنائها

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن بناء مفهوم المواطنة في مصر يجب أن ينطلق من تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أراد الخير لكل البشر في كل زمان ومكان.
وأوضح خلال لقاءه ببرنامج «نظرة» على فضائية «صدى البلد» تقديم الإعلامي حمدي رزق، أن هذه التعاليم تمثل قاعدة أساسية لتحقيق الانتماء الوطني والحفاظ على الهوية المصرية في إطار من التسامح والعدل.
وأشار علام إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتفِ بالدعوة العامة للخير، بل خصّ بعض الأماكن بعناية خاصة، من بينها مصر، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، مؤكداً أن للبلاد دوراً فريداً في التاريخ الإسلامي والإنساني.
مكانة مصر في القرآن
أوضح المفتي السابق أن مصر كانت دائمًا حاضرة في النصوص الشرعية والقرآنية، وأن هذه المكانة تعكس تقدير الله للبلاد وأهلها.
وقال: "النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى مصر في سياقات متعددة، وذكر فضائل أهلها، مؤكداً أن لهم مكانة مميزة بين الشعوب".
وأضاف أن هذه الإشارات ليست مجرد رموز تاريخية، بل تحمل دلالات عملية حول الواجبات التي تقع على عاتق المصريين، وخاصة فيما يتعلق بالالتزام بالعدل، والحفاظ على الحقوق العامة، وتعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية.
الجيش المصري في النص النبوي
تطرّق الدكتور شوقي علام إلى حديث نبوي صحيح يتعلق بالجيش المصري، وقال: "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، لأنهم في رباط إلى يوم القيامة".
وأوضح أن الحديث يسلط الضوء على مفهوم الولاء والانتماء الوطني، وكيفية ربط الدفاع عن الأرض بالقيم الدينية والمجتمعية.
وأشار المفتي إلى أن هذه النصوص توفر قاعدة قوية لفهم أهمية الاستقرار والأمن في مصر، ودور الجيش والشعب في حماية الوطن والحفاظ على مصالح الأمة.
القيم الأخلاقية والمواطنة
وأكد علام أن المواطنة التي أرساها النبي صلى الله عليه وسلم لا تقتصر على الولاء للوطن فحسب، بل تشمل التحلي بالقيم الأخلاقية، مثل الصدق، والأمانة، والعدل، والتسامح.
وقال: "المواطن الصالح هو من يسعى لخدمة مجتمعه، ويحرص على رفعة بلاده، مع التزامه بالقيم الإنسانية السامية التي جاء بها الدين".
وأضاف أن الالتزام بهذه القيم يضمن وحدة المجتمع المصري، ويعزز من قدرته على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.
التسامح الديني والاجتماعي
أكد المفتي أن مصر كانت دائمًا نموذجًا للتعايش بين مختلف الديانات والثقافات، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حبّب الخير لكل البشر، بغض النظر عن دينهم أو انتمائهم، وأن هذا النهج هو الأساس الذي يجب أن يُبنى عليه مفهوم المواطنة في مصر الحديثة.
وقال: "التسامح الديني والاجتماعي هو الركيزة التي تمنح الشعب المصري القدرة على العيش المشترك، وتعزز من مكانة مصر على المستوى الإقليمي والدولي".
دور الإعلام والتربية
أكد الدكتور علام أن الإعلام المصري ووسائل التربية والتعليم يجب أن تلعب دورًا محوريًا في ترسيخ مفاهيم المواطنة بين الشباب، وغرس القيم الدينية والأخلاقية.
وأوضح أن البرامج التربوية والإعلامية الناجحة يمكن أن توضح للجيل الجديد كيف يمكن أن يكونوا مواطنين صالحين ومسؤولين، مع الحفاظ على الهوية الوطنية والدينية في الوقت نفسه.
وأضاف: "الوعي بالمواطنة لا يقتصر على الجانب القانوني أو الإداري، بل يشمل الوعي بالقيم والأخلاق، والانتماء للوطن، والحرص على خدمة المجتمع".
مصر نموذج عالمي
واختتم مفتي الديار المصرية السابق حديثه بالتأكيد على أن مصر تحتل مكانة مميزة في التاريخ الإنساني والديني، وأن الالتزام بتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع بعضهم البعض ومع الوطن يرسخ هذه المكانة ويجعلها نموذجًا عالميًا للمواطنة الصالحة، والأمن المجتمعي، والوحدة الوطنية.
وقال علام: "الرسالة الأساسية هي أن المواطن المصري الواعي هو حجر الأساس لاستقرار الأمة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم وضع لنا خارطة طريق لتجسيد هذه القيم على أرض الواقع".