المفطر بعذر فى رمضان.. هل يجوز له التظاهر بالصيام؟ مفتي الجمهورية يوضح

أكد الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، أن الشخص الذي يُفطر في نهار رمضان بعذر شرعي، ثم يتظاهر بالصيام أمام الآخرين، لا يُعد كاذبًا، وإنما يُظهر احترامه لقدسية الشهر الفضيل ومراعاةً لمشاعر الصائمين.
وأوضح مفتي الجمهورية، خلال إجابته عن أحد الأسئلة الواردة إلى دار الإفتاء، أن إخفاء الإفطار لمن لديه عذر شرعي يُعَدُّ من باب الأدب مع الشهر الكريم واحترامًا لهيبة الصيام في المجتمع الإسلامي، مشيرًا إلى أن هذا السلوك لا يتنافى مع الصدق، بل يعكس الوعي الديني والأخلاقي لدى المسلم.
وأضاف أن الإفطار بعذر شرعي، كالسفر أو المرض، أمرٌ مُباحٌ شرعًا، لكن المجاهرة به دون حاجة قد تُثير استياء الصائمين أو تقلل من روحانية الشهر، لذلك فمن المستحب مراعاة حرمة رمضان بعدم إظهار الإفطار أمام الناس.
وأشار المفتي إلى أن الشريعة الإسلامية تحث على الستر في الأمور الشخصية، لا سيما في العبادات، حتى لا يقع المسلم في حرج أو يسبب أذى نفسيًا للآخرين. كما أن التظاهر بالصيام في هذه الحالات يُجنب الشخص القيل والقال، ويحقق مبدأ "الاستحياء من الله والناس"، وهو سلوك محمود في الإسلام.
وأوضح أن مراعاة مشاعر الصائمين تعدّ من أخلاقيات المسلم الحق، حيث أن المجاهرة بالإفطار قد تفتح بابًا للجدل والتأويلات غير الصحيحة، وقد تؤدي إلى إضعاف روح التضامن الاجتماعي الذي يُميز شهر رمضان.
آداب الصيام في رمضان
وأكد مفتي الجمهورية على أن الإسلام دين يسر، ويراعي ظروف العباد، لكنه في الوقت نفسه يُعزز روح الاحترام المتبادل والتراحم بين أفراد المجتمع.
وأوصى بضرورة الالتزام بأدب الصيام، سواء للصائم أو المفطر بعذر، حتى يكون شهر رمضان مناسبة لتعزيز القيم الإيمانية والروحية.
حكم الموت الرحيم
في سياق متصل أجاب الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية على مسألة قضية "الموت الرحيم"، وشدد مفتي الجمهورية على أن الشريعة الإسلامية ترفض هذا المفهوم، مؤكدًا أنه اعتداء على الكرامة الإنسانية، وأنه لا يجوز رفع أجهزة الإنعاش عن المريض ما دام هناك أي مؤشرات للحياة، لأن ذلك يعد قتلًا عمدًا يخالف مراد الله عز وجل.