عاجل

محمود محيي الدين: زيارة رفيعة من سنغافورة إلى مصر لتعزيز التعاون الإقليمي

محمود محي الدين
محمود محي الدين

أكد الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية والمدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، أن العالم ما زال بعيدًا عن تحقيق جميع مؤشرات أهداف التنمية المستدامة 2030، موضحًا أن بعض الدول الكبرى اقتصاديًا تواجه بدورها صعوبات في هذا المسار.

وأشار إلى أنّ هناك استثناءات لافتة، مثل الصين التي أعلنت في 2020 القضاء على الفقر المدقع، وكذلك الهند التي أكدت في 2024 تحقيق إنجازات مماثلة، وهو ما تحقق بفضل زيادة معدلات النمو والاستثمار في البشر والبنية الأساسية والتكنولوجيا، إضافة إلى القدرة على مواجهة الصدمات الاقتصادية الخارجية.

إنجازات بعض الدول المتقدمة

أوضح محيي الدين، في لقائه مع الإعلامية دينا سالم عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ عدداً من الدول المتقدمة الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تحقق بالفعل نتائج مهمة، غير أن الغالبية العظمى من دول العالم، بما في ذلك بعض الدول الاقتصادية الكبرى، لا تزال بعيدة عن تحقيق الأهداف المرجوة ،
وأضاف أن السيناريو في حال عدم تحقيق كل أهداف 2030 يتطلب "التعجيل والتسريع وحشد التمويل"، مؤكداً أن هناك أفقًا للتفاؤل إذا جرى العمل على مستويين متوازيين.

صراعات القوى الاقتصادية الكبرى

شدد المبعوث الأممي على أن التنافس بين القوى الاقتصادية الكبرى، مثل الولايات المتحدة ودول المعسكر الغربي من جهة، والصين وجيرانها من جهة أخرى، يخلق حالة من الصراع وعدم التعاون أكثر من التكامل، وهو ما ينعكس سلبًا على جهود التنمية المستدامة عالميًا.
وأكد أن استمرار هذه المعادلة سيؤدي إلى إبطاء وتيرة التقدم في تحقيق الأهداف، إلا أن بعض التجارب الإقليمية أظهرت إمكانية تجاوز الخلافات لتحقيق مصالح اقتصادية مشتركة.

دول الآسيان نموذج للتكامل

توقف محيي الدين عند تجربة دول رابطة آسيان، قائلاً: "هناك نموذج فاجر للغاية في التعاون الإقليمي تقوده دول مثل سنغافورة، فيتنام، تايلاند وإندونيسيا".
وأوضح أن هذه الدول تبنت نهجًا براجماتيًا ومرنًا أسهم في تعزيز التجارة والاستثمار، وتمكنت من تحييد الخلافات السياسية لصالح تحقيق النمو الاقتصادي، رغم معاناة بعضها من صراعات وحروب سابقة، مثل ما حدث بين كمبوديا وفيتنام، أو المناوشات الحدودية بين كمبوديا وتايلاند.

زيارة سنغافورية مرتقبة إلى مصر

وكشف محيي الدين أن مصر ستستقبل قريبًا وفدًا رفيع المستوى من سنغافورة، مرجحًا أن تكون الزيارة على مستوى رئاسة الدولة، وهو ما يمثل فرصة كبيرة لبحث ملفات التعاون الثنائي والإقليمي.
وأضاف أن مصر تُعد دولة معتبرة في التعاون الإقليمي، مشيرًا إلى إمكانية تبادل الخبرات والمشورة مع دول آسيان في مجالات التكامل الاقتصادي.
كما لفت إلى أن قمة مهمة استضافتها ماليزيا مؤخراً جمعت قادة من آسيان مع قيادات من مجلس التعاون الخليجي والصين، ما يعكس قوة هذه التجربة الإقليمية وقدرتها على تحقيق نتائج عملية.

تم نسخ الرابط