عاجل

محمود محيي الدين: قمة شرم الشيخ للمناخ أنهت الجدل بين التنمية والتغير المناخي

محمود محي الدين
محمود محي الدين

أكد الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية والمدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، أن قمة المناخ السابعة والعشرين (COP27) التي استضافتها مصر في شرم الشيخ كانت علامة فارقة في مسار مواجهة تغير المناخ، حيث حسمت الجدل الطويل  الذي لم يكن مبرراً علمياً  حول العلاقة بين تحقيق التنمية والتصدي لتغير المناخ.

وأوضح محيي الدين، في حوار خاص مع الإعلامية دينا سالم عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن كل جهد يُبذل لمواجهة التغيرات المناخية ينعكس بشكل مباشر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب توفير تمويل متدفق ومستدام، يضمن تنفيذ المشروعات الكبرى في مجالات الطاقة والبنية الأساسية.

التصدي لتغير المناخ جزء من التنمية المستدامة

شدد محيي الدين على أن مواجهة التغيرات المناخية لا تُعتبر عبئاً على التنمية، بل هي جزء أصيل من عملية التنمية ذاتها ، وقال: "أي عمل يتم للتصدي لتغير المناخ يسهم مباشرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لكن ذلك يحتاج إلى استثمارات كبيرة في قطاعات حيوية".

وأوضح أن هناك بُعدين رئيسيين في قضايا المناخ؛ الأول يتمثل في التخفيف من الانبعاثات الكربونية والآثار السلبية المترتبة عليها، وهو ما يتطلب ضخ استثمارات ضخمة في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة ، وأشار إلى أن مصر قدمت نموذجاً رائداً في هذا المجال من خلال مشروع "بنبان" للطاقة الشمسية بأسوان، إلى جانب مشروعات أخرى في طاقة الرياح، مؤكداً أن هذه المبادرات تمثل تطبيقاً عملياً للهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة، والمتعلق بالطاقة النظيفة والمتجددة.

أجندة شرم الشيخ للتكيف مع التغيرات المناخية

وتطرق محيي الدين إلى البُعد الثاني في قضايا المناخ، والمتمثل في التكيف مع الآثار الضارة للتغيرات المناخية ،وقال إن أجندة شرم الشيخ للتكيف شددت على عدة أولويات، أبرزها: تحسين إدارة الموارد المائية، ومكافحة التصحر، وحماية الشواطئ من مخاطر ارتفاع منسوب البحر، فضلاً عن تدعيم وصيانة البنية التحتية لمواجهة الكوارث المناخية.

وأكد أن هذه الخطوات ليست فقط إجراءات بيئية، وإنما هي في جوهرها أهداف تنموية، إذ تنعكس بشكل مباشر على استدامة الزراعة، والأمن الغذائي، وحماية المجتمعات المحلية من المخاطر الطبيعية، وهو ما يجعلها مندمجة تماماً مع أهداف التنمية المستدامة.

التمويل ركيزة أساسية لتحقيق الأهداف

اختتم محيي الدين حديثه بالتأكيد على أن النجاح في مواجهة التغيرات المناخية وتحقيق التنمية المستدامة يتوقف بالأساس على توفير التمويل الكافي والمستدام ، وأوضح أن الدول النامية في حاجة إلى دعم مالي وتقني من المجتمع الدولي، حتى تتمكن من تنفيذ مشروعاتها في مجالات الطاقة والبنية الأساسية وحماية البيئة.

وأشار إلى أن التجربة المصرية في تنظيم قمة شرم الشيخ تمثل نموذجاً يُحتذى به في الجمع بين متطلبات التنمية والتكيف مع التغيرات المناخية، مؤكداً أن الرسالة الأهم للقمة كانت أن التنمية وحماية المناخ مساران متكاملان وليسا متعارضين.

تم نسخ الرابط