عاجل

مرصد الأزهر: "التجويع" سلاح صامت يحوّل رغيف الخبز إلى أداة ابتزاز سياسي

سياسة التجويع الإسرائيلية
سياسة التجويع الإسرائيلية في قطاع غزة

حذَّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في مقال تحليلي جديد من تصاعد خطورة استخدام سياسة التجويع كسلاح صامت في العلاقات الدولية، مؤكدًا أن الجوع لم يعد نتيجة طبيعية لشح الموارد أو الكوارث، بل أصبح أداة ممنهجة تُستخدم لإخضاع الدول الضعيفة وابتزازها سياسيًّا.

مرصد الأزهر: "التجويع" سلاح صامت يحوّل رغيف الخبز إلى أداة ابتزاز سياسي

وأوضح المرصد أن التجويع يتم عبر آليات متعددة، أبرزها العقوبات الاقتصادية الشاملة التي تفرض حصارًا خانقًا على المدنيين، والتحكم في الإمدادات الزراعية العالمية من خلال احتكار البذور والحبوب، فضلًا عن استخدام الديون أداةً لفرض سياسات تقشف قاسية تؤدي إلى ارتفاع معدلات الفقر والجوع.

وأشار المقال إلى أن الهدف من هذه السياسة يتجاوز إلحاق الأذى إلى تحقيق "احتلال ناعم" يقوِّض سيادة الدول ويجعل قراراتها مرهونة بإرادة القوى الكبرى، في خرقٍ صارخٍ للقانون الدولي الذي يصنّف التجويع كجريمة حرب.

وسلَّط المرصد الضوء على مأساة غزة بوصفها المثال الأشد قسوة لسياسة التجويع، حيث يتحول الحصار إلى وسيلة لإخضاع شعب أعزل، ما وصفته تقارير دولية بأنه "مجاعة من صنع الإنسان"، في ظل صمتٍ دولي يكشف التناقض بين الشعارات الإنسانية والدعم السياسي والعسكري للاحتلال.

وختم المرصد بالتأكيد على أن الأمن الغذائي يمثل خط الدفاع الأول عن سيادة الدول، داعيًا إلى تعزيز الاعتماد على الذات في الزراعة والصناعة باعتباره السبيل الوحيد للتحرر من الابتزاز السياسي والتبعية الاقتصادية.

ويؤكد المرصد أن تحويل الغذاء من حق إنساني إلى ورقة ضغط سياسية يكشف انهيار البوصلة الأخلاقية للنظام الدولي، وأن مواجهة هذا الخطر تستلزم تضافر الجهود لبناء منظومات غذائية مستقلة تحمي الشعوب من سلاح التجويع.

عين الأزهر الناظرة على العالم

احتفالاً بمرور عشرة أعوام على تأسيسه، أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تقريرًا مرئيًا شاملًا يوثّق مسيرته الحافلة بالإنجازات. ففي الثالث من يونيو 2015، دشن فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، هذا الصرح ليكون منارة للسلام ومكافحة التطرف عبر ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال والتسامح. ومنذ انطلاقه، يعمل المرصد عبر 13 وحدة بحثية بـ 13 لغة مختلفة، من بينها العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والصينية، والفارسية، والعبرية، وهو ما يؤكد حضوره العالمي الفعّال.

🔴 بصمة فكرية
وتكشف الأرقام عن حجم الأثر الذي حققه المرصد على مدار العقد الماضي. فقد تجاوز عدد منشوراته باللغة العربية وحدها 540 ألفًا، في حين تخطى هذا الرقم باللغات الأجنبية. كما أثرى المرصد الساحة الفكرية بأكثر من 18 ألف مقال باللغة العربية، و20 ألف تقرير دوري، بالإضافة إلى 20 ألف مقال وتقرير بلغات أجنبية. ولأن التواصل مع الجمهور جوهر عمله، أطلق المرصد أكثر من 10 آلاف حملة إلكترونية للتوعية بقضايا المجتمع.

ولم يقتصر عمله على المحتوى المقروء، فقد أنتج المرصد أكثر من 10 آلاف إنفوجراف و700 ألف مقطع فيديو قصير بـ13 لغة، وشارك باحثوه في أكثر من 1500 مشاركة إعلامية، وهو ما يعكس التزامه بتقديم المعلومات بأسلوب عصري ومبسط.

🔴 جهود عالمية 
وظلّت القضية الفلسطينية في صميم اهتمام المرصد على مدى عام ونصف، حيث واجه آلة التضليل الصهيونية بتغطية يومية، مؤكدًا عدالة القضية وحتمية انتصار الحق.

وعلى صعيد آخر، أولى المرصد اهتمامًا خاصًا بالشباب عبر مبادرات عديدة، منها تنظيم 3 معسكرات تثقيفية تحت شعار "معاً ضد التطرف"، ومبادرة "اسمع واتكلم" في الجامعات المصرية التي استضافت أكثر من 3000 شاب وفتاة. كما أطلق مبادرة "اعرف أكتر" للأطفال والمراهقين، وعقد شراكات مع مؤسسات مثل وزارة الشباب والرياضة ومؤسسة مساعينا.

وعلى المستوى الدولي، أثمرت جهود المرصد عن تقدير واسع، حيث عقد وشارك في نحو 3000 ندوة وورشة عمل، وأصدر 142 كتابًا ودراسة بلغات مختلفة. كما استقبل أكثر من 15 ألف زيارة لوفود دولية، وشارك في أكثر من 21 ألف فعالية محلية ودولية، كان أبرزها مشاركته في فعاليات الأمم المتحدة، التي نتج عنها اختيار مدير المرصد الدكتورة رهام سلامة سفيرة لمنظمة "أديان من أجل السلام"، وتكريمها من قِبل الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وفي ختام مسيرته الممتدة لعشر سنوات، يواصل مرصد الأزهر أداء دوره المحوري في معركته ضد التطرف، ليؤكد بجهوده بحق أنه "عين الأزهر الناظرة على العالم"، والحارس الأمين على قيمه ورسالته كما وصفه شيخ الأزهر الشريف.

تم نسخ الرابط