«الهواري» بملتقى ثقافات الشعوب: شهر رمضان تميز بفضائل كثيرة

أكد الدكتور محمود الهواري أمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية أن شهر رمضان تميز بفضائل الزمان والمكان والحال وشرفه الله بنزول الكتب السماوية وهذا التشريف ينبئ عن خصوصية هذا الشهر مما يستوجب على العبد اغتنام أيامه المعدودة واستحضار النية لكل أفعال الخير، مشيرًا إلى أهمية سلامة القلب في كل المعاملات لأن صلاح القلب يترتب عليه صلاح الجوارح فإذا سلم القلب سلمت كل الجوارح.
شهر رمضان تميز بفضائل كثيرة
وأوصى د. الهواري الوافدين بشكر الله أن أبقاهم لهذا الشهر ودوام الحمد له والاعتراف بنعمه، واحترام هذا الشهر وتوقيره بتجنب كل مايؤدي إلى إفساد الأعمال الصالحة.
جاء ذلك خلال ملتقى ثقافات الشعوب الذي ينظمه مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب بالتعاون مع لجنة الطالب الوافد بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وإشراف الدكتورة نهلة الصعيدي مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين.
ملتقى ثقافات الشعوب يستضيف طلاب السودان بمركز تطوير تعليم الوافدين بالأزهر
كما نظم مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب يومًا ثقافيًا خاصًا بطلاب السودان ضمن فعاليات "ملتقى ثقافات الشعوب" شهد حضورًا واسعًا من الطلاب السودانيين في أجواء رمضانية روحانية مميزة، تأكيدًا على دور الأزهر في احتضان طلابه الوافدين وتعزيز التواصل الثقافي بينهم، برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين ورئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب.
أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي أن الأزهر الشريف لا يقتصر دوره على تقديم العلوم الشرعية فقط، بل يسعى إلى تهيئة بيئة متكاملة للطلاب الوافدين، تجمع بين التعليم والأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تعزز قيم التسامح والتواصل الإنساني. وأضافت أن هذه الفعاليات تساعد في دمج الطلاب داخل المجتمع الأزهري وتقوية الروابط بينهم، وتوفر لهم الفرص لاكتشاف ثقافات مختلفة، مما يساعدهم في بناء شخصياتهم العلمية والدعوية، مشيرةً إلى أن الأزهر مستمر في رعايته لأبنائه الوافدين وتقديم كل سبل الدعم لهم ليكونوا خير سفراء للأزهر في بلدانهم.
وبدأت فعاليات الملتقى الثقافي بندوة حوارية ألقاها الدكتور حسن إبراهيم يحيى، أمين مساعد اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، تناولت قصص ملهمة لطلاب وافدين من السودان اجتهدوا في طلب العلم حتى أصبحوا من كبار علماء الأزهر الأجلاء، وتركوا بصمة في تاريخ الأزهر ومنهم الشيخ محمد نور الحسن الذي أصبح وكيلًا للأزهر، وقد جاءت هذه الكلمة بهدف تحفيز الطلاب وإلهامهم لتحقيق التميز والتأثير الإيجابي في مسيرتهم العلمية والدعوية.
واستعرض الدكتور حسن رحلة هؤلاء العلماء في طلب العلم داخل الأزهر، والتحديات التي واجهوها، وكيف استطاعوا تجاوزها بإرادة قوية وسعي دؤوب، ليصبحوا قدوة للأجيال الجديدة من الطلاب السودانيين الوافدين.
شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الطلاب السودانيين الذين أكدوا أن هذه القصص كانت محفزة لهم، حيث زادت من إصرارهم على تحقيق أهدافهم العلمية، وأعطتهم دفعة قوية للاستمرار في طلب العلم والتفوق في دراستهم.
وفي إطار تعزيز الأجواء الرمضانية وإحياء التقاليد العريقة، وقف الطلاب أمام "مدفع الإفطار الرمضاني"، حيث استمعوا إلى شرح عن تاريخ هذا التقليد، وكيف بدأ في العصر المملوكي وأصبح جزءًا أساسيًا من الطقوس الرمضانية في مصر. وتعرف الطلاب على دور المدفع في الماضي، حيث كان وسيلة أساسية لإعلان موعد الإفطار قبل انتشار وسائل الإعلام الحديثة، وما زال يحتفظ بمكانته كرمز للأجواء الرمضانية.
وقد أبدى الطلاب السودانيون إعجابهم الكبير بهذه التجربة الفريدة، حيث قاموا بمقارنتها بعاداتهم وتقاليدهم في استقبال رمضان في السودان، مما ساهم في إثراء التبادل الثقافي بينهم وتعزيز روح الانتماء والتواصل بينهم.