محلل سياسي: خطاب الرئيس السيسي يُظهر تحولًا لافتًا تجاه إسرائيل

أكد الدكتور عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الخطاب الأخير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية، يعكس تحولًا حادًا في رؤية القاهرة تجاه إسرائيل، سواء في المفردات أو الرسائل السياسية.
وقال مطاوع، خلال لقائه ببرنامج «الحياة اليوم» مع الإعلامي محمد مصطفى شردي على قناة «الحياة»، إنه أجرى مراجعة دقيقة لتغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية للخطاب، مشيرًا بشكل خاص إلى ما ورد في صحيفة «إسرائيل اليوم»، التي تُعد من أبرز الصحف المؤثرة في الرأي العام الإسرائيلي.
العدو يجب أن يشعر
وأوضح أن الصحيفة ركزت على نقطتين رئيسيتين في الخطاب المصري، أولاهما طرح الرئيس فكرة إنشاء آلية تعاون وتنسيق عربي-إسلامي في القضايا الأمنية، وهي رسالة مباشرة بأن "العدو يجب أن يشعر" بجِديّة الموقف العربي، لافتًا إلى أن استخدام الرئيس لعبارة "العدو" في الإشارة إلى إسرائيل يُعد تطورًا غير مسبوق في الخطاب السياسي المصري منذ توقيع اتفاقية السلام، ما يشير إلى تغير في النبرة السياسية.
أما النقطة الثانية، بحسب مطاوع، فتمثلت في تركيز الرئيس السيسي على حالة السيولة التي يشهدها الإقليم، وتأكيده على أهمية أن ترافق هذه المرحلة آلية تعاون عربية قادرة على مواجهة التحديات الراهنة.
مصر تعيد ضبط بوصلتها السياسية تجاه تل أبيب
وأشار إلى أن هذا التحليل الوارد في صحيفة إسرائيلية بارزة لم يصدر عن اتجاهات أيديولوجية محددة، بل يمثل قراءة سياسية واعية داخل إسرائيل، تعكس القلق من أن مصر تعيد ضبط بوصلتها السياسية تجاه تل أبيب في ضوء المستجدات الإقليمية، وعلى رأسها العدوان المستمر على قطاع غزة.
وفي سياق أخر، أكد وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، اليوم الأحد، أن أمن دولة قطر يمثل جزءًا أصيلًا من الأمن القومي العربي والإسلامي، مشددين على أهمية وحدة الصف في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
وأشار وزراء خارجية العربي في بيانهم، اليوم الأحد، إلى أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر يُعد خرقًا صارخًا للقانون الدولي وتصعيدًا خطيرًا يهدد الأمن والاستقرار العربي والإقليمي والدولي، لافتين إلى أنه يمثل محاولة لضرب الأمن العربي والإسلامي المشترك وزعزعة استقرار المنطقة.
القمة العربية الإسلامية في الدوحة
وتوافد وزراء الخارجية العرب والمسلمون إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في اجتماع تحضيري يسبق القمة العربية الإسلامية الطارئة المقررة غدًا الاثنين، والتي ستبحث مشروع قرار بشأن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على قطر.
وتتواصل في هذا السياق اتصالات مكثفة بين الوزراء لتنسيق المواقف إزاء التطورات الإقليمية والدولية قبل بدء الاجتماعات الرسمية.