«الأحياء والأموات اشتكوا».. فواتير الكهرباء تثير غضب الفنانين في مصر

تصاعدت فى السنوات الأخيرة شكاوى الفنانين من زيادة في قيمة فاتورة الاستهلاك الشهري للكهرباء، وتحولت فواتير الكهرباء لمادة مثيرة للجدل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إذ عبر العديد من الفنانين عن صدمتهم من المبالغ الكبيرة التي يتوجب عليهم دفعها شهريًا، رغم عدم زيادة استهلاكهم للكهرباء.
عباس أبو الحسن يثير الجدل بشكوى ساخرة في 2025
مؤخرًا، في 23 مارس 2025، عاد الحديث عن فواتير الكهرباء إلى صدارة الأحداث، بعدما نشر الفنان عباس أبو الحسن منشورًا ساخرًا عبر حسابه على “فيس بوك” يعبر فيه عن استيائه الشديد من قيمة فاتورته الشهرية، والتي بلغت 10 آلاف جنيه، رغم أنه يعيش بمفرده في منزل صغير ولا يستهلك سوى غرفتين فقط.
وكتب أبو الحسن في منشوره:
"أنا عايش في بيت صغير لوحدي تمامًا، وبستخدم أوضة النوم وصالة المعيشة فقط، لا عندي جنينة ولا حمام سباحة، ومبستقبلش حد، أولًا لأني مش من هواة الاختلاط بأغلب الناس، وثانيًا لأن الوحدة تمكنت مني."

وتابع ساخرًا:
"يمكن من أكبر أسباب إني مش متجوز مش إني حر طليق، لا والله! السبب هو إني مش عايز استهلك كهرباء كتير، وتيجي الفواتير حنينة مش مسعورة! أما إن كل شهر تيجيلي فاتورة بـ10 آلاف جنيه كهرباء، فأنا مضطر أقبل أعمال مكنتش أرضى بها لنفسي. وبما إنها بقت خربانة خربانة، شوفولي عروسة.. بس بشرط واحد: تكون خرساء!"

لاقى المنشور تفاعلًا واسعًا بين متابعيه، إذ أبدى البعض تعاطفهم مع معاناته، بينما رأى آخرون أن سخريته تعكس واقعًا يعيشه العديد من المواطنين في مصر.
عزت أبو عوف كان أول من دق ناقوس الخطر
في أكتوبر 2017، كان الفنان الراحل عزت أبو عوف من أوائل الفنانين الذين اشتكوا علنًا من ارتفاع فواتير الكهرباء، حيث فوجئ بفاتورة شهرية بلغت 13 ألف جنيه، رغم أن منزله يقطنه ثلاثة أفراد فقط، وعبر عن استغرابه من هذه الزيادة الكبيرة في منشور على فيس بوك، وناشد الحكومة للتدخل لحل الأزمة.

استياء واسع بين الفنانين على مدار السنوات الماضية
لم يكن عزت أبو عوف، الوحيد في هذا الأمر، فقد تبعه عدد من الفنانين الذين أعربوا عن استيائهم من أزمة الفواتير، من بينهم أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، الذي تحدث عن معاناة الفنانين مع ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى الفنان إيهاب فهمي، الذي انتقد زيادة التكاليف بشكل غير مبرر.
كما انضم إلى قائمة المتضررين كل من الفنان أحمد العوضي، الذي عبر عن دهشته من قيمة فاتورته الشهرية، والفنانة رانيا يوسف، التي أكدت أن الكهرباء، أصبحت تمثل عبئًا كبيرًا على الجميع، فضلًا عن الفنان أحمد بدير، الذي وصف المبالغ التي يدفعها بالمبالغ فيها، وكذلك الفنان أحمد السعدني، الذي أبدى اندهاشه من الزيادات المستمرة في أسعار الكهرباء.
أزمة فواتير الكهرباء في مصر.. إلى أين؟
تأتي هذه الشكاوى المتكررة من الفنانين وغيرهم من المواطنين في ظل المغالاة أو التقدير الجزافي بالنسبة لفواتير اللاستهلاك الشهري الصادرة بشأن العدادات التقليدية أو بالنسبة لفواتير الدفع المسبق بالنسبة للعدادات الكودية أو مسبقة الدفع، وسواء كان هذه أو تلك، فإن النتيجة أن هناك زيادات مستمرة في أسعار الكهرباء، ليس المقصود الزيادة السنوية التي تقرها الحكومة، ولكن المقصود الزيادة غير المستحقة في تقدير الاستهلاك،وهو ما أثار استياءً واسعًا بين مختلف فئات المجتمع، وسط مطالبات بإيجاد حلول عادلة تخفف من الأعباء المالية المتزايدة.