الصوفية تحتفل الليلة بقاضي قليوب الشيخ عواض الطهلموشي

تحيي الطرق الصوفية الليلة الختامية لمولد الشيخ عواض بن إسحاق الطهلموشي بمدينة قليوب، حيث يتوافد المريدون من القاهرة والدلتا لإحياء ذكراه، واستعادة سيرته التي جمعت بين العلم الشرعي والتصوف.
السجلات الشرعية العثمانية
وقال مصطفى زايد، الباحث في التصوف، إن السجلات الشرعية العثمانية، وخاصة سجلات محكمة قليوب، تكشف أن الشيخ عواض تدرج في المناصب القضائية حتى تولى منصب قاضي قليوب، وهو منصب رفيع لا يُسند إلا للعلماء المتمكنين في الفقه وأصوله والحديث واللغة العربية. وأضاف أن مخطوطة تحفة الإرشاد المحفوظة بدار الكتب المصرية تشير إلى ترقيته لاحقًا ليصبح مفتي إقليم الغربية أو نائب الحكم الشرعي، وهو أعلى منصب ديني وقضائي في الإقليم آنذاك، ما يبرز مكانته العلمية المرموقة.
وأوضح “زايد” أن نسبته "الطهلموشي" تدل على أن أصوله تعود إلى بلدة طهلمش في صعيد مصر، مرجحًا انتقاله في شبابه إلى القاهرة لطلب العلم بالأزهر أو حلقات المساجد الكبرى، قبل أن يستقر لاحقًا بالوجه البحري حيث تقلد مناصب بارزة في قليوب والغربية.
نسبه للطريقة الأحمدية
وعن مكانته الروحية، أشار الباحث الصوفي إلى أن الشيخ عواض انتسب إلى الطريقة الأحمدية البدوية، التي كانت من أوسع الطرق انتشارًا في دلتا مصر، لافتًا إلى أنه حضر مجالس الذكر في ساحة السيد أحمد البدوي بطنطا، وأخذ الإجازة في أورادها، وهو ما انعكس على شخصيته الزاهدة وسلوكه المتواضع، حتى حفظت الروايات الشعبية في قليوب صورًا من سيرته حتى اليوم.
شاهد على تلاقي العلم بالقضاء والتصوف
ويظل الشيخ عواض بن إسحاق الطهلموشي شاهدًا على تلاقي العلم بالقضاء والتصوف، إذ جمع بين رسوخ الفقه والأصول والانتماء للطريقة الأحمدية التي صبغت حياته بالصفاء الروحي. ويأتي احتفال الصوفية الليلة بمولده في قليوب تكريمًا لسيرة مضيئة ما زالت حاضرة في الذاكرة الشعبية والدينية.