خبير أمني: كلمة السيسي في الدوحة وضعت إطاراً أمنياً جديداً ورسائل حاسمة |خاص

قال اللواء جمال عبدالعال، الخبير الأمني، إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة العربية الإسلامية بالدوحة حملت معاني تتجاوز حدود السياسة التقليدية، إذ وضعت إطاراً أمنياً واستراتيجياً للتعامل مع التهديد الإسرائيلي المتصاعد.
القمة العربية الإسلامية بالدوحة
وأكد "عبدالعال" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن الرئيس تعامل مع العدوان الإسرائيلي على قطر باعتباره جرس إنذار لكل الدول العربية، بأن الاستهداف قد يطال أي طرف إذا لم يكن هناك موقف موحد وحاسم.
قمة الدوحة
وأوضح، أن وصف الرئيس للممارسات الإسرائيلية بأنها "انفلات وغطرسة" لم يكن توصيفاً عابراً، بل قراءة دقيقة لطبيعة العقلية التي تدير الصراع، والتي تراهن على تفتيت الصف العربي واستنزاف الشعوب، ومن هنا جاءت دعوته لآلية عربية – إسلامية مشتركة، لأنها وحدها القادرة على سد الثغرات التي تنفذ منها إسرائيل لفرض سياسات الأمر الواقع.
وأضاف عبدالعال، أن الرئيس شدد على أن العدوان على قطر ليس مجرد خرق لسيادتها، وإنما تهديد مباشر لمعادلة الأمن الإقليمي، لأنه يستهدف دولة تقوم بدور الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة، وهذا يعني أن إسرائيل لا تريد تهدئة ولا وساطات، بل تصعيداً دائماً يضمن استمرار هيمنتها.
القضية الفلسطينية
وأشار عبدالعال إلى أن الرئيس أعاد وضع القضية الفلسطينية في موقعها الصحيح: مفتاح استقرار المنطقة. فبدون دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لن يكون هناك سلام أو أمن.
واعتبر أن تأكيد الرئيس على رفض التهجير هو بمثابة تثبيت لقاعدة أمن قومي، لأن تهجير الفلسطينيين يفتح الباب أمام فوضى ديموغرافية وسياسية تضرب المنطقة كلها.
كما لفت إلى أن مخاطبة الرئيس للمجتمع الدولي حملت تحذيراً واضحاً: الاستمرار في التغاضي عن الانتهاكات الإسرائيلية سيقود حتماً إلى انفجار إقليمي واسع يصعب احتواؤه.
وقال إن الرسالة الأبرز كانت موجهة أيضاً إلى الداخل العربي، بأن الصمت أو التردد لم يعد خياراً، وأن اللحظة تفرض قرارات حاسمة لحماية الأمن القومي العربي.
وأكد على أن كلمة الرئيس السيسي تمثل مرجعية جديدة للعمل العربي المشترك، لأنها لم تكتف بتشخيص الأزمة، بل طرحت حلولاً عملية تبدأ بآلية موحدة وتستند إلى القانون الدولي والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وصولاً إلى ردع إسرائيل عن أي اعتداء جديد قد يطال سيادة الدول العربية.