محلل سياسي: مناورات "حافة الحرية" تصعيد خطير يعكس النوايا العدائية

اعتبر المحلل السياسي الدكتور نادر رونج أن المناورات العسكرية الثلاثية الجارية حاليًا بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان تحت عنوان «حافة الحرية»، تمثل تصعيدًا عسكريًا يعكس نوايا عدائية واضحة تجاه كوريا الشمالية، محذرًا من أنها قد تزيد من احتمالات اندلاع حرب فعلية في المنطقة.
و قال نادر، خلال مداخلة عبر قناة اكسترا نيوز، إن هذه التحركات «لا يمكن أن تساهم في تحقيق الاستقرار أو السلام في شبه الجزيرة الكورية»، بل تدفع نحو مزيد من التوتر والردود المتبادلة، مؤكدًا أن الحل لا يكمن في «المجابهة العسكرية بل في استئناف الحوار والتفاوض».
رد كوريا الشمالية... وحالة الانعدام الكامل للثقة
ورأى «نادر» أن كوريا الشمالية تنظر إلى هذه المناورات باعتبارها تهديدًا وجوديًا، وبالتالي قد تدفع نحو ردود فعل أكثر تشددًا، في ظل ما وصفه بـ «الانهيار الكامل في الثقة» بينها وبين واشنطن، مشيرا إلى أن غياب آليات السلام وتآكل الثقة المتبادلة يشكلان جوهر الأزمة، مضيفًا: «لا أحد يرغب في الحرب، لكن السياسات الحالية تقود نحو احتمالات خطيرة».
وحول موقف الصين، أوضح المحلل السياسي أن بكين عبّرت بوضوح، على لسان مندوبها في الأمم المتحدة، عن رفضها للمناورات العسكرية، مشيرة إلى أنها تؤجج التوترات بدلًا من احتوائها، داعيا الدول الكبرى، خصوصًا الصين وروسيا والولايات المتحدة، إلى تحمل مسؤولياتها الدولية، والعمل على إحياء آليات التفاوض مثل «المحادثات السداسية»، التي كانت تُعقد سابقًا لحلحلة الملف النووي الكوري.
التداعيات الإقليمية والدولية: خطر يمتد إلى سلاسل الإمداد والتنمية الاقتصادية
وفي تحذير واضح، نبّه المحلل السياسي إلى أن استمرار هذا التصعيد العسكري ستكون له تداعيات سلبية على الأمن الإقليمي والعالمي، خاصة في ظل الأزمات العالمية الراهنة مثل: «الحرب الروسية الأوكرانية، والصراع في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تقلبات الاقتصاد العالمي»، مؤكدا أن اندلاع أي مواجهة جديدة في شرق آسيا سيزيد من اضطراب سلاسل التوريد ويؤثر سلبًا على الاستقرار والتنمية الاقتصادية في العالم بأسره.
وشدد المحلل السياسي خلال حديثه على أن الأولوية في المرحلة المقبلة يجب أن تكون لـ: «إعادة إحياء الحوار السياسي بين واشنطن وبيونغ يانغ، وتحرك إقليمي ودولي مشترك من قبل الكوريتين والصين واليابان وروسيا»، وذلك لمنع انزلاق المنطقة نحو مواجهة عسكرية مفتوحة.