عاجل

آلاف الفنزويليين يتدربون على القتال تحسبا لمواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة

تدريب الفنزويليين
تدريب الفنزويليين على السلاح

توافد آلاف المتطوعين الفنزويليين إلى الثكنات العسكرية في العاصمة كراكاس، تلبية لدعوة الرئيس نيكولاس مادورو للانضمام إلى برامج تدريبية على استخدام الأسلحة، تحسبًا لتهديد عسكري أمريكي محتمل، بعد إرسال الولايات المتحدة سفنًا حربية إلى منطقة البحر الكاريبي ضمن ما تصفه بعملية لمكافحة تهريب المخدرات.

وفي مشهد بات يتكرر خلال الأيام الأخيرة، يتجمع المتطوعون في مناطق تدريب واسعة مثل فورتي تيونا، حيث يستقبلون بحماس ويوزعون على ميادين التدريب ومراكز الرماية.

ويشارك في التدريب رجال ونساء من مختلف الأعمار والانتماءات: موظفون في شركات الكهرباء، أعضاء مجموعات شبابية مؤيدة للحكومة، متقاعدون، وطلاب، وحتى موظفون من التلفزيون الرسمي وسلطات السجون.

ويقول بيدرو أرياس (62 عامًا)، أحد المشاركين، في تصريح لوكالة "فرانس برس":"إذا جاء الأمريكيون بآلياتهم الحربية، فسنواجههم بالرصاص!"

تدريب الفنزويليين على السلاح
تدريب الفنزويليين على السلاح

تعبئة شعبية بأبعاد عسكرية في فنزويلا

كان مادورو قد دعا في الأسابيع الأخيرة المواطنين إلى الانخراط في مجموعات مدنية مسلحة، والانضمام إلى برامج تدريب على إطلاق النار والدفاع عن الوطن، مؤكدًا أن أي تدخل أجنبي سيقابل بمقاومة شعبية، وليس فقط عسكرية.

وفي ثكنة "4 فبراير" (4F)، حيث ضريح الرئيس الراحل هوجو تشافيز، أقيمت دورات تكتيكية واستراتيجية شملت شرحًا للتدخل الأمريكي في بنما عام 1989، وتعليمات أولية حول استخدام بنادق كلاشينكوف والمسدسات، بما في ذلك عمليات التفكيك والتركيب، بالإضافة إلى إطلاق النار في الهواء دون ذخيرة حية.

تقول جيني روخاس (54 عامًا)، وهي محامية من مؤسسة مقربة من الحكومة:"جئت لتعلم استخدام السلاح والدفاع عن بلدي. سأدافع عن نفسي، عن عائلتي ومجتمعي ووطني، أنا لست خائفة".

وتضيف:"يحاولون غزو بلدنا بالقوة، دون احترام سيادتنا... إذا حان وقت حمل السلاح، يجب القيام بذلك".

تجنيد شبابي وروح تعبئة وطنية

من بين المشاركين أيضًا مراهقون وشباب، مثل فيكتوريا (16 عامًا)، ومايكل (20 عامًا)، وخوسيه (18 عامًا)، وميغيل (17 عامًا)، جميعهم أعضاء في منظمة "فوتورو" الموالية للحكومة، حيث قال أحدهم:"نريد التعلم... وسندافع عن أنفسنا ضد الغرباء حتى بأيدينا العارية إذا لزم الأمر".

ويؤكد المدرب واللفتنانت أوفييدو جودوي، أن هدف هذه التدريبات هو "زرع الشعور بالهوية الوطنية والحس الوطني"، مضيفًا:"نحن مدربون، وإذا جاء الأمريكيون، فسيكون الناس مستعدين".

تحذير من "حرب حقيقية" لا تشبه الاحتجاجات

خلال إحدى جلسات التدريب، خاطب ضابط عسكري المتطوعين قائلاً:"لست بحاجة إلى رجال مُسنين. أحتاج إلى أشخاص ملتزمين مستعدين لحمل السلاح ومواجهة الأعداء، هذه ليست حرب شوارع أو احتجاجات، بل حرب حقيقية بأسلحة حقيقية".

وفي حين لم تسمح لوكالة "فرانس برس" بالدخول إلى ميدان الرماية الرئيسي في فورتي تيونا، أُتيحت لها الفرصة لتغطية التدريبات في ثكنة "4 فبراير"، حيث تم تدريب نحو 200 شخص على المهارات الأساسية في إطلاق النار والتكتيكات الحربية.

توتر متصاعد مع واشنطن

تأتي هذه التعبئة العسكرية والمدنية في ظل تزايد التوتر بين فنزويلا والولايات المتحدة الأمريكية، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال قوات إلى البحر الكاريبي في إطار عملية "لمكافحة تهريب المخدرات، وهو ما يعتبره مادورو ذريعة للتدخل العسكري.

وتتهم واشنطن مادورو بإدارة شبكة تهريب مخدرات، وهو ما ينفيه الرئيس الفنزويلي بشدة، رغم إدانة اثنين من أقارب زوجته في نيويورك بتهم تتعلق بتهريب الكوكايين.

خطة دفاعية وتحشيد عند الحدود

أعلن مادورو مؤخرًا نشر 25 ألف جندي من القوات المسلحة الفنزويلية عند الحدود، في إطار خطة دفاعية وطنية، مؤكدًا أن بلاده مستعدة لأي سيناريو محتمل.

في الوقت نفسه، تستمر التدريبات والفعاليات العسكرية في العاصمة كراكاس ومناطق أخرى، وسط أجواء مشحونة بالخوف من التصعيد، وروح من الاستعداد الشعبي المسلح.

تم نسخ الرابط