«الاستراتيجي للفكر»: فجوة بين الطموحات الشعبية والقدرات الحقيقية للدول العربية

في ظل استمرار الاستعدادات والترقب الشعبي تجاه نتائج القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، حذر محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، من التهويل والمبالغة في توقعات الشارع العربي بشأن مخرجات القمة، مؤكدًا أن هناك فجوة بين الطموحات الشعبية والقدرات الحقيقية للدول العربية على التنفيذ، مشيرا إلى أن فلسفة الدعوة القطرية لعقد القمة تنبع بالأساس من الرغبة في حشد التضامن العربي والإسلامي مع الدوحة، بعد ما تعرضت له من عدوان إسرائيلي غير مسبوق، يمثل نقطة تحوّل في تاريخ الإقليم، لن تمر مرور الكرام.
آمال من مخرجات القمة
وأضاف أبو شامة خلال استضافته على شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أن النجاح الحقيقي للقمة يكمن في انعقادها، ووصول القادة العرب، والخروج ببيان واضح يدين ما وصفه بالعدوان الغادر على قطر، ويدعم موقفها في هذه اللحظة الحرجة، لافتا إلى أن أي قرارات أخرى خاصة تلك ذات الطابع السياسي أو الأمني أو الاقتصادي من غير المتوقع أن تُطرح أو تُعلن بشكل صريح، نظرا لتداخل المصالح وتباين مواقف الدول المشاركة. وأكد أن القمة ستخرج بصيغة توافقية تراعي تعقيدات المشهد السياسي دون أن تتسبب في تصعيد إضافي.
خطر على استقرارا المنطقة
وأردف أبو شامة أن ما حدث في الدوحة الأسبوع الماضي أعاد تقييم الكثير من الملفات الإقليمية، وأن جميع الأطراف العربية في حالة دراسة وترقب لما ستؤول إليه الأمور، معتبرا أن الانفلات الإسرائيلي والدعم الأمريكي غير المحدود له يمثلان خطرا كبيرا على استقرار المنطقة، ويجب مواجهته بشكل جماعي، لكن ضمن إطار حكيم وواقعي، وختم بالتأكيد على أن هذه القمة ليست ساحة لاستعراض شعارات أو اتخاذ قرارات شعبوية، بل محطة تضامن حقيقية مع قطر ورسالة سياسية بأن التعدي على أي دولة عربية لن يُترك دون موقف.
استهداف قطر مباشرة
في وقت سابق، قال محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والدراسات، إن القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة تعقد في ظرف استثنائي وغير معتاد، موضحًا أن استهداف قطر مباشرة من قبل إسرائيل يمثل "مستجدًا غير تقليدي" يضفي على القمة طابعًا مختلفًا وجديًا.
وأوضح أبو شامة، خلال مداخلة مع الإعلامية آية لطفي ببرنامج ملف اليوم على قناة القاهرة الإخبارية، أن دخول قطر في "حزام الاعتداءات الإسرائيلية" يمنح القمة أهمية خاصة، لكنه أشار إلى أن الهامش العربي يظل محدودًا نتيجة التمسك بالثوابت السياسية والدبلوماسية، مثل الحلول السلمية ومبادرة بيروت 2002 واتفاقيات السلام القائمة.