خبير: قمة الدوحة تؤسس لموقف عربي إسلامي موحد لردع العدوان الإسرائيلي

قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام، إن انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة يحمل أهمية كبيرة، ويعكس تضامناً عربياً وإسلامياً شاملاً مع دولة قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي السافر على سيادتها، مشددًا على أن «قطر ليست وحدها»، وأن ما تتعرض له يمثل انتهاكًا صارخًا لكل الأعراف والقوانين الدولية، ويهدد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
وقال أحمد، خلال مداخلة عبر قناة اكسترا نيوز، إن القمة تمثل رسالة سياسية واضحة بأن هناك موقفًا عربيًا إسلاميًا موحدًا لا يقف فقط مع قطر، بل يدين الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ويرفض محاولات فرض واقع جديد أو تصفية القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن: «هذا العدوان ليس فقط على غزة أو الضفة، بل امتد إلى عواصم عربية، مما يحتم بلورة تحرك جماعي عربي إسلامي فاعل».
وأوضح أحمد، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا ترتدع بالقانون أو بالأخلاق، وإنما تحتاج إلى ردع حقيقي وقوة عربية موحدة، قائلاً: «هناك حاجة ماسة لتفعيل مبادرة مصر لعام 2015 بإنشاء قوة عربية مشتركة، تكون قادرة على الدفاع عن الأمن القومي العربي، وردع أي عدوان على دولة عربية باعتباره عدوانًا على الجميع».
وأشار إلى أهمية التنسيق الأمني والسياسي والدبلوماسي العربي، إلى جانب توظيف بيان قمة الدوحة لدعم الحراك الدولي، خاصة مع الزخم الحالي داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، قائلاً: «فرنسا وبريطانيا وكندا ودول أخرى تتحرك نحو الاعتراف الرسمي بفلسطين، وهو ما يمكن البناء عليه لحشد جبهة دولية قوية في وجه الاحتلال».
وأكد أن الدعم الأمريكي لإسرائيل هو ما يجعلها تتصرف بتهور وغطرسة، مضيفًا: «الولايات المتحدة تضع إسرائيل فوق القانون، مما يعزز من سياساتها الاستيطانية والعدوانية، ولذلك يجب الضغط على واشنطن دوليًا لتغيير هذا الانحياز».
وشدد الدكتور أحمد على أن مصر هي رمانة الميزان وصمام الأمان للقضية الفلسطينية، وقد أدارت الأزمة منذ البداية بمسارات متوازية، وهم المسار الأمني لوقف العدوان، والمسار الإنساني لإدخال المساعدات، بالإضافة إلى المسار السياسي لحشد الدعم العربي والدولي.
وأضاف أن نجاح مصر في نقل حقيقة ما يحدث في غزة كان له تأثير كبير في تغيير المواقف الأوروبية، خاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي لمصر، والتي أسهمت في موقف فرنسي داعم لفلسطين، قائلاً: «مصر أوضحت بجلاء للعالم أن ما يجري في غزة جرائم إبادة جماعية، وأن الحل الجذري يكمن في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».
ولفت الدكتور أحمد بالقول إلى أن القمة العربية الإسلامية في الدوحة اليوم تمثل نتاجًا طبيعيًا للتحرك المصري المكثف، وفرصة تاريخية لتوحيد الصفوف العربية والإسلامية والدولية في وجه المشروع الإسرائيلي التوسعي الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين.