طارق فهمي: واشنطن تمارس خداع استراتيجي.. والشراكة مع إسرائيل تتجاوز الوساطة

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو إلى إسرائيل بالتزامن مع انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، تحمل رسائل مباشرة للدول العربية والإسلامية، مفادها أن واشنطن مستمرة في دعمها الكامل لإسرائيل، مهما كانت تداعيات العدوان على دولة عربية مثل قطر.

 الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل

وأوضح فهمي في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز أن تصريحات روبيو التي أكد فيها أن "الانتقاد النادر" من ترامب لإسرائيل لن يؤثر على الدعم الأمريكي للدولة العبرية، تعكس بوضوح حدود الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي لا يمكن كسرها بمجرد تصريحات إعلامية.

ونوه إلى أن الرهان على واشنطن لتقويض السلوك الإسرائيلي العدواني في المنطقة بات غير واقعي، في ظل انحياز أمريكي كامل، وتواطؤ واضح في بعض الملفات، خصوصًا ما يتعلق بقطاع غزة، لافتًا إلى أن الحديث الأمريكي عن تطمينات لقطر لا يعكس نوايا حقيقية بل محاولة لامتصاص الغضب العربي بعد القصف الإسرائيلي للدوحة.

أكبر عملية خداع استراتيجي للعرب

وأشار فهمي إلى أن الولايات المتحدة تعمل في هذا التوقيت على ما يمكن وصفه بـ"أكبر عملية خداع استراتيجي" للعرب، من خلال التلاعب بالتصريحات وتقديم رسائل مزدوجة، موضحًا أن الحديث عن أن استهداف قادة حماس "هدف نبيل"، بالتزامن مع التطمينات القطرية، يعكس تناقضًا فجًّا في الموقف الأمريكي.

وأكد أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة كشفت هشاشة الثقة بين واشنطن والعواصم الخليجية، وهو ما يستدعي إعادة تقييم فورية لطبيعة العلاقات، خصوصًا في ظل افتقاد الولايات المتحدة لأي رغبة حقيقية في الضغط على إسرائيل أو وقف عدوانها.

وقال فهمي إن القمة العربية الإسلامية في الدوحة تمثل لحظة مفصلية، يجب أن تتضمن مراجعة شاملة لمسار العلاقات مع الولايات المتحدة، مشددًا على أن أمن الخليج هو مسؤولية عربية بالأساس، وأن استمرار الاعتماد على "مظلة الحماية الأمريكية" أصبح خيارًا محفوفًا بالمخاطر.

 الدور القطري في الإقليم

كما أوضح أن الدور القطري في الإقليم لا يقتصر فقط على الملف الفلسطيني، بل يتداخل مع قضايا التفاوض الإقليمي، ما يجعل التحركات الأمريكية تجاه قطر محاولة لاحتوائها لا أكثر، مشيرا إلى أن المنطقة باتت مهددة بسيناريوهات صفرية إذا استمرت إسرائيل في الإفراط باستخدام القوة العسكرية، محذرًا من أن ارتدادات هذه الضربات لن تقتصر على قطر وحدها، بل قد تشمل عودة الإرهاب إلى الساحة، بما يهدد المصالح الأمريكية نفسها.