مقتل 12 جنديا باكستانيا في هجوم نفذته حركة طالبان

أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل لها، بـ مقتل 12 جنديا باكستانيا في هجوم نفذته حركة طالبان.
في سياق متصل، في مطلع يوليو 2025، اتخذت روسيا الاتحادية خطوة غير مسبوقة، حينما اعترفت بشكل رسمي بحكومة طالبان في أفغانستان كـ “سلطة شرعية” في البلاد، لتصبح أول قوة دولية تُعلن ذلك منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم عام 2021. هذا الاعتراف لم يكن فقط خطوة دبلوماسية، بل يعكس تحولاً استراتيجياً في نظرة روسيا للنظام الدولي، وكذلك يُعيد ترتيب المشهد الأمني والسياسي في جنوب آسيا وآسيا الوسطى. وقد جاءت هذه الخطوة الروسية بعد سنوات من خطوات تمهيدية سياسية ودبلوماسية وقانونية تم اتخاذها في هذا الاتجاه، وكان الاعتراف الفعلي قد أتى في وقت سابق بعد شطب موسكو الحركة من قوائم الإرهاب، مما يعني أن الخطوة التي اتُخذت في يوليو، هي إجراء رسمي لترسيخ العلاقات القائمة فعلياً.
مصير الخطوة الروسية مع حكومة طالبان
ووفقًا لمركز رع للدراسات الاستراتيجية، من المرجح أن هذه الخطوة الروسية مع حكومة طالبان الأفغانية، سيكون لها انعكاسات عدة وعميقة على حركة طالبان الباكستانية، والتي ترتبط ارتباطاً أيديولوجياً وقبلياً بحركة طالبان الأم في أفغانستان، ولكنها تختلف عنها من حيث التموضع الجغرافي وكذلك بعض الأهداف السياسية. ولقد تصاعدت وتيرة نشاط طالبان باكستان منذ سيطرة طالبان أفغانستان على الحكم، ولذلك بات ضرورياً النظر إلى الحركتين كجزء من منظومة متداخلة عقائدياً، جغرافياً، وسياسياً.
تشكيل مستقبل الأمن الإقليمي
ورغم أن كلاً منهما يعمل في إطار محلي مختلف، إلا أن التفاعلات بينهما تلعب دوراً حساساً في تشكيل مستقبل الأمن الإقليمي في جنوب آسيا وآسيا الوسطى، خاصة بعد هذا الاعتراف الروسي بطالبان أفغانستان، وبدء علاقات دولية جديدة للإمارة الإسلامية الأفغانية.
ولفهم سياق اعتراف موسكو بحكومة طالبان الأفغانية وعلاقته بحركة طالبان الباكستانية، سنشير بإيجاز إلى الدوافع الروسية خلف هذا الاعتراف، ثم التطرق إلى الفرق بين الحركتين، ختاماً بانعكاسات هذا القرار إيجاباً وسلباً على حركة طالبان الباكستانية.
لماذا اعترفت روسيا بطالبان أفغانستان؟:
يبدو أن دوافع موسكو عبر هذا الاعتراف الرسمي بطالبان الأفغانية، عديدة وعميقة، وعلى كافة الأصعدة أمنياً وسياسياً واقتصادياً. فمن ناحية نجد أنها تسعى إلى تحقيق الاستقرار في جوارها الجنوبي سيما أن أفغانستان تحد آسيا الوسطى، وتعد مجالاً جيواستراتيجياً هائلاً لامتداد النفوذ الروسي، ومن الناحية الأخرى فهي تحاول كسر الاحتكار الغربي لشرعية الأنظمة في الإقليم من عدمها، خاصة في ظل العزلة الروسية بعد حرب أوكرانيا، فضلاً عن استخدام طالبان الأفغانية كورقة ضغط في التوازن مع الصين وباكستان والغرب، بالإضافة إلى الوصول إلى الموارد الطبيعية في أفغانستان مثل (النحاس، الليثيوم، وغيرها من المعادن النادرة).