باحث بالشأن الأمريكي: واشنطن تعتبر فنزويلا تهديدًا لأمنها القومي
قال محمد العالم، الباحث في الشأن الأمريكي، إن التوتر القائم بين فنزويلا والولايات المتحدة يعود إلى ما تصفه واشنطن بأنه "حرب ضد عصابات المخدرات" التي ترى فيها تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي، خصوصًا مع مساهمتها في إغراق السوق الأمريكية بالمخدرات.
وأوضح محمد العالم في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن واشنطن تفكر جديًا في تنفيذ ضربات استباقية حتى داخل الأراضي الفنزويلية لمنع تلك العصابات من الاستمرار في تهريب المواد المخدرة، مضيفاً أن هذا النهج، بحسب التوجهات الأمريكية، يمثل إجراءً وقائيًا لمنع تصدير المشكلة إلى الداخل الأمريكي.
وأضاف العالم أن الولايات المتحدة تتهم رسميًا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بالتواطؤ مع هذه العصابات أو حتى تقديم الدعم لها، مشيرًا إلى أن هذه الاتهامات تزيد من حدة التوتر السياسي بين البلدين.
محمد العالم: واشنطن لا تنظر بعين الرضا للرئيس الفنزويلي الحالي
وأشار إلى أن واشنطن لا تنظر بعين الرضا للرئيس الفنزويلي الحالي، وذلك بسبب تقاربه المتزايد مع الصين وسعيه للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، ورغم بعض التحفظات البرازيلية، فقد تم قبول فنزويلا في الاجتماع الأخير للمجموعة، لكنها لا تزال على قائمة الانتظار، ما يعكس اقتراب كاراكاس من "المعسكر الشرقي" الذي تقوده الصين وروسيا، في ظل ما تعتبره واشنطن تهديدًا لهيمنتها الدولية.
وأشار محمد العالم إلى أن إعلان الولايات المتحدة عن تغيير اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب" لا يعني بالضرورة التحضير لحرب مباشرة بين البلدين، لكنه يعكس تغييرًا في طريقة تعامل واشنطن مع التحديات القادمة، سواء على المستوى السياسي أو العسكري.
وأوضح أن تصريحات وزير الدفاع الأمريكي الأخيرة تؤكد أن واشنطن بدأت تلاحظ تغيرًا في شكل النظام العالمي، وهو ما يتطلب من وجهة نظرها تغييرًا جذريًا في كيفية إدارتها للأزمات الخارجية والداخلية.
ولفت محمد العالم الباحث في الشأن الأمريكي إلى أن هذا التوجه يتقاطع مع مواقف داخلية أيضًا، مستشهدًا بتصريحات للرئيس دونالد ترامب، الذي أعلن عبر منصته "تروث سوشيال"، دعمه لعمليات الترحيل في شيكاغو في إطار مكافحة الجريمة وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية، وهي المشكلات التي تعد مبررًا إضافيًا لتغيير اسم وزارة الدفاع.
