من هي سوشيلا كاركي أول امرأة تتولى رئاسة وزراء نيبال؟

اختار الرئيس النيبالي، أمس الجمعة، القاضية السابقة سوشيلا كاركي رئيسة مؤقتة للحكومة، لتصبح أول امرأة في تاريخ البلاد تتولى رئاسة الوزراء، ولو بشكل مؤقت.
وجاء هذا التعيين وسط أزمة سياسية حادة، واحتجاجات دامية يقودها جيل الشباب، أطاحت بالحكومة السابقة وأشعلت شوارع العاصمة كاتماندو.
من هي سوشيلا كاركي؟
تعد سوشيلا كاركي ليست غريبة عن الواجهة السياسية والقضائية في نيبال، إذ سبق أن دخلت التاريخ عام 2016 كأول امرأة تتولى رئاسة المحكمة العليا في البلاد.
وفي العام التالي، واجهت اختبارًا كبيرًا لنزاهتها واستقلاليتها عندما قدّم البرلمان طلبًا لعزلها، بعد أن أصدرت حكمًا قضائيًا ألغى تعيين قائد للشرطة كان مقربًا من الحكومة.
ورغم الضغوط السياسية، وقف الشارع إلى جانبها، وسرعان ما سُحب طلب العزل تحت وطأة الرأي العام، بينما أصدرت المحكمة قرارًا بوقف الإجراءات القانونية ضدها. بذلك، ثبتت كاركي مكانتها كقاضية شجاعة لا تخضع للترهيب السياسي.
سياق سياسي متفجر في نيبال
تأتي عودة اسم سوشيلا كاركي إلى الساحة بعد موجة احتجاجات قادها جيل زد، اعتراضًا على تعطيل وسائل التواصل الاجتماعي، والفساد المستشري، والقمع الأمني، ما أدى إلى مقتل أكثر من 51 شخصًا هذا الأسبوع وحده، بحسب مصادر في الشرطة.
وخلفت الاحتجاجات دمارًا واسعًا في العاصمة، حيث أحرق المتظاهرون عشرات المباني الحكومية ومنازل كبار المسؤولين، وغيّرت التظاهرات معالم كاتماندو بشكل غير مسبوق.
اختيار سوشيلا كاركي مطلب شعبي
وسط هذا المشهد المضطرب، بدأ اسم كاركي يتردد كـ"خيط أمل"، حيث اقترحها العديد من قادة الاحتجاجات لتولي رئاسة الوزراء بشكل مؤقت، بهدف قيادة البلاد نحو انتقال سياسي سلمي، وإعادة الاستقرار.
وأعربت سوشيلا كاركي، وهي امرأة في السبعين من عمرها، عن موافقتها المبدئية على تولي المنصب، إلا أن الطريق أمامها لا يزال مليئًا بالتحديات، منها الانقسام بين أطياف المحتجين، والتعقيدات الدستورية، وتحفظ الجيش، حيث إن المدارس لا تزال مغلقة، والجنود منتشرين في الشوارع، والخوف يخيم على البلاد، لكن في خضم هذا الظلام، يرى كثيرون في قاضية متقاعدة، رمزًا للنزاهة والاستقلال، قادرة على قيادة نيبال نحو مستقبل أكثر استقرارًا.
مفاوضات جارية مع ممثلي الاحتجاجات في نيبال
وفي وقت سابق، صرّح متحدث باسم الجيش النيبالي أن المحادثات مع ممثلي احتجاجات "جيل زد" ستُستأنف قريبًا لاختيار زعيم مؤقت للبلاد، في حين لم يتم حتى الآن إعلان تشكيل حكومة جديدة بشكل رسمي.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر إعلامية أن تعيين كاركي يأتي في إطار محاولة احتواء الأزمة، وسط دعم شعبي كبير لها، ولكن أيضًا في ظل ريبة من بعض الدوائر العسكرية والسياسية التقليدية.
فهل تتمكن سوشيلا كاركي من العبور بنيبال إلى بر الأمان؟ أم أن طريقها سيكون محفوفًا بالألغام السياسية والعراقيل الدستورية؟ وحدها الأيام القادمة ستحمل الإجابة.