الأزهر الشريف.. منارة التوعية الدينية ومواجهة الفكر المتطرف في العصر الحديث

في حوار مهم عبر برنامج "علامة استفهام" المذاع على إحدى الفضائيات ويقدمه الإعلامي مصعب العباسي، أكد الشيخ مصطفى شلبي الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، أن الدور التنويري للأزهر لا يمكن إنكاره أو تجاهله، موضحًا أن المؤسسة الأزهرية ما زالت حاضرة بقوة في نشر الوعي الديني ومواجهة الأفكار الهدامة، عبر وسائل وأساليب حديثة تواكب التطور العصري.
الأزهر والتنوير الديني
قال الشيخ شلبي إن الأزهر الشريف لم يتوقف يومًا عن أداء رسالته التنويرية، حيث يمثل مرجعية أساسية للعالم الإسلامي في نشر الفكر الوسطي المعتدل ، وأكد أن دور الأزهر في التوعية الدينية لا يقتصر على المساجد أو المؤسسات التعليمية، بل يمتد ليصل حتى إلى الكافيهات والمراكز الشبابية، بما يضمن وصول رسالته إلى مختلف شرائح المجتمع.
قوافل دعوية بالمناطق الحدودية
ولفت العالم الأزهري إلى أن الأزهر يجهز قوافل دعوية تضم نخبة من الوعاظ والدعاة وأعضاء لجان الفتوى، يتم إرسالهم إلى المناطق الحدودية والقرى النائية والبادية، لنشر العلم الشرعي الصحيح وتوضيح المفاهيم الدينية، بما يسهم في تحصين الشباب والمجتمع ضد أي أفكار مغلوطة أو انحرافات فكرية.
دورات تدريبية لنقل الخبرات
وأشار الشيخ شلبي إلى أن الأزهر لا يكتفي بإيفاد القوافل فقط، بل يقدم أيضًا دورات تدريبية متخصصة للوعاظ والدعاة بشكل دوري، تمتد لعدة أشهر، بهدف رفع كفاءتهم وتطوير أدواتهم في التواصل مع الجمهور، بما يواكب طبيعة التحديات الفكرية الجديدة التي يشهدها العالم المعاصر.
الأزهر حاضر في العالم كله
وأضاف العالم الأزهري أن حضور الأزهر لا يقتصر على مصر فقط، بل يمتد إلى جميع أنحاء العالم، من خلال البعثات التعليمية والدعوية، بالإضافة إلى طلاب العلم الوافدين الذين يدرسون في جامعة الأزهر وينقلون ما تعلموه إلى بلدانهم ، وأكد أن الأزهر يمثل قوة ناعمة لمصر والعالم الإسلامي، باعتباره أقدم وأكبر مؤسسة دينية تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
مواجهة الشائعات والأفكار المتطرفة
وأكد الشيخ شلبي أن الأزهر قام بإنشاء منصات إلكترونية حديثة تهدف إلى مكافحة الشائعات وتوضيح الحقائق والرد على الأكاذيب المنتشرة عبر الإنترنت ، وأوضح أن هذه المنصات أصبحت سلاحًا فعالًا في مواجهة الفكر المتطرف، حيث تقدم محتوى علمي وديني رصين يواجه المعلومات غير الصحيحة المنتشرة بين الشباب.
الأزهر والتطور التكنولوجي
وتابع أن الأزهر يواكب كل ما هو جديد في العصر الرقمي، إذ يستخدم تقنيات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لإيصال رسالته التوعوية، مشددًا على أن هذه الخطوات تأتي في إطار استراتيجية الأزهر لمواجهة الفكر المتطرف بنفس الأدوات التي يعتمد عليها أصحاب هذه الأفكار.
مؤسسة رائدة في الاعتدال
وفي ختام حديثه، شدد الشيخ مصطفى شلبي على أن الأزهر سيظل المؤسسة الدينية الأولى التي تقود العالم الإسلامي نحو الفكر الوسطي المعتدل، مؤكدًا أن دوره التنويري يزداد أهمية في ظل ما يشهده العالم من صراعات فكرية وموجات من التطرف تحتاج إلى مواجهة رصينة قائمة على العلم والدين الصحيح.