عبد الله نعمة: إسرائيل تعتبر قطر دعمت عملية 7 أكتوبر والضربة لن تكون الأخيرة

قال عبد الله نعمة، المحلل السياسي اللبناني، إنه بات من الواضح أن الاعتداء الإسرائيلي على قطر ليس مرتبطًا فقط بمحاولة القضاء على قيادة حركة حماس، كما يشاع، بل لأن إسرائيل تعتبر أن قطر مولت عملية السابع من أكتوبر، ولهذا فإن الضربة التي تُخطط لها إسرائيل لن تكون الأخيرة، بل تمضي في خطة عسكرية طموحة تهدف إلى احتلال قطر بشكل خاطف وسريع."

وأضاف عبد الله نعمة في تصريح خاص لموقع نيوز رووم أن إسرائيل ترى في قطر كنزًا استراتيجيًا وثغرة ينبغي السيطرة عليها، ليس فقط لإسكات صوت المقاومة، وإنما لتمديد نفوذها في عمق الخليج العربي، وتحويل الدوحة إلى قاعدة متقدمة لإسرائيل في المنطقة، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للوجود التركي والإيراني في الإقليم".

مدى دعم تركيا لقطر 

وأشار نعمة إلى أن تركيا بدأت تتحرك ميدانيًا، إذ تتجهز لحماية قطر من داخل الأراضي القطرية نفسها، حيث تستعد قواتها في القاعدة العسكرية في الدوحة لمواجهة غير مسبوقة، مضيفًا: "الواضح أن أنقرة لن تقف مكتوفة الأيدي، وأن من يقترب من قطر فهو كمن أعلن الحرب على تركيا".

وأكد أن هذا الصراع يتجاوز بكثير الخلاف القائم بين إسرائيل وحماس، ليأخذ شكل معركة استراتيجية شاملة على الغاز والطاقة والنفوذ السياسي والعسكري، قائلاً:"إنه صراع الغاز والدم، فقطر اليوم ليست مجرد دولة صغيرة في الخليج، بل بوابة محتملة لملحمة كبرى، حيث تختلط أطماع الطاقة بالتحركات العسكرية".

وحول المواقف الإقليمية، أوضح نعمة أن إيران تراقب الوضع عن كثب، وتنتظر لحظة الشرارة لتتحرك ضد الوجود الإسرائيلي، في حين تقف السعودية والإمارات على حافة المعادلة، تترقبان من ستكون له الغلبة قبل أن تحددا موقفهما النهائي.

أما على الصعيد الدولي، فرأى نعمة أن الولايات المتحدة وبريطانيا تمسكان بخيوط اللعبة، لكنهما تتبنيان تكتيك "ترك النار تشتعل" لتصل إلى مرحلة التدخل كمنقذين، مؤكدا أن هذا السيناريو يخدم مصالح الشركات والسوق الغربية، وقد يتيح لأمريكا العودة بثقل عسكري مباشر للمنطقة إذا انفجر الصراع.

وختم عبد الله نعمة تصريحه بالقول:"إذا كانت إسرائيل تفكر بتنفيذ هذا السيناريو لتوسيع نفوذها في الخليج، فعليها أن تدرك أن مصالحها الضيقة قد تتعارض مع مصالح أمريكا وحلفائها في الخليج، خاصة أن تركيا نفسها حليف استراتيجي لواشنطن"، كما أن اتهام نتنياهو لقطر بتمويل هجوم 7 أكتوبر قد يكون ذريعة مصطنعة لتنفيذ هذا السيناريو.