عاجل

مصطفى بكري: الضربة الإسرائيلية على قطر كشفت ازدواجية الموقف الأمريكي|فيديو

مصطفي بكري
مصطفي بكري

قال الإعلامي مصطفى بكري إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة يوم الاثنين الماضي لم يكن مجرد عملية عسكرية محدودة أو استهداف لعدد من قيادات حركة حماس، بل شكّل زلزالًا سياسيًا كبيرًا ورسالة مباشرة إلى أكثر من عاصمة عربية وإقليمية. وأكد أن ما حدث يضع النظام الإقليمي بأكمله في مهب الخطر، ويمتد تأثيره إلى الساحة الدولية.

جاء ذلك خلال تقديمه برنامج «حقائق وأسرار»، المذاع عبر قناة «صدى البلد»، حيث تناول بكري تداعيات العملية الأخيرة وما تحمله من رسائل خفية.

قطر لاعب محوري في الاقتصاد العالمي

أوضح مصطفى بكري أن العملية تجاوزت مجرد استهداف قيادات حماس المقيمين في الدوحة، لتصيب في العمق شبكة المصالح التي تربط قطر بعواصم غربية عديدة. وأضاف أن قطر لم تعد مجرد نقطة صغيرة على خريطة الشرق الأوسط، وإنما تحولت خلال العقدين الأخيرين إلى شريان اقتصادي رئيسي، خاصة بعد أزمة الغاز الروسي التي ضربت أوروبا.

وأشار إلى أن الدوحة أصبحت واحدة من أهم مراكز الثقل في تجارة الغاز الطبيعي المسال عالميًا، وهو ما جعلها عنصرًا فاعلًا في موازين القوى الاقتصادية الدولية ، واعتبر أن أي ضربة تتعرض لها قطر تمثل تهديدًا مباشرًا لمصالح اقتصادية كبرى، خصوصًا لدى الدول الأوروبية.
 

ازدواجية الموقف الأمريكي

الجانب الأخطر في نظر الإعلامي كان الموقف الأمريكي من العملية ، فقد أشار إلى أن تصريحات البيت الأبيض بدت متناقضة بين النفي والمراوغة، وهو ما كشف عن رسالة مزدوجة مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد تتعهد بحماية حتى أقرب حلفائها.

وقال بكري إن هذه الازدواجية تطرح تساؤلات حول التزامات واشنطن تجاه دول المنطقة، وتثير مخاوف بشأن مستقبل ما يُعرف بالمظلة الأمنية الأمريكية التي وفرت غطاءً استراتيجيًا لعقود طويلة.


 

تداعيات على النظام الإقليمي

وأكد مصطفى بكري أن الضربة قد تكون بمثابة أول مسمار في نعش هذه المظلة، الأمر الذي يفرض على دول المنطقة إعادة النظر في حساباتها الأمنية والسياسية ،كما اعتبر أن ما جرى رسالة بأن إسرائيل قادرة على الوصول إلى أي عاصمة عربية، دون أن تواجه ردعًا حقيقيًا، وهو ما يضع المنطقة على حافة مرحلة جديدة من الصراع وعدم الاستقرار.


 

رسالة إلى الداخل والخارج

واختتم الإعلامي حديثه بالتأكيد على أن العملية لم تكن موجهة إلى حماس وحدها، بل جاءت أيضًا لتأكيد التفوق الإسرائيلي وفرض معادلة جديدة في العلاقات الإقليمية. وأوضح أن الرسالة موجهة إلى الداخل الإسرائيلي لتعزيز صورة الردع، وإلى الخارج لإعادة رسم خريطة التحالفات في الشرق الأوسط.

وأضاف أن الأيام المقبلة ستكشف عن حجم التحولات التي قد تنتج عن هذه الضربة، سواء على مستوى الأمن الإقليمي أو على صعيد العلاقات الدولية.

تم نسخ الرابط