محلل سياسي: التصعيد الإسرائيلي بلا مبررات ومستقبل نتنياهوعلى المحك (فيديو)

تحدث مصطفى إبراهيم، المحلل السياسي، عن تطورات الحرب الإسرائيلية المستمرة، مشيرًا إلى عدم وجود مبررات واضحة لاستمرار التصعيد العسكري.
وأوضح خلال لقائه مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج "منتصف النهار"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك أهدافًا سياسية خفية وراء استمرار الحرب، تتعلق بمصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسعيه للبقاء في السلطة.
أهداف نتنياهو
أشار إبراهيم، إلى أن نتنياهو يستخدم الحرب كأداة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، في ظل الأزمات التي تواجه حكومته.
وتحدث عن النقاش الحاد حول الموازنة الإسرائيلية، موضحًا أن نتنياهو ضَخ مليارات الدولارات لدعم الحريديم (اليهود المتشددين) في خطوة تهدف إلى تعزيز تحالفاته السياسية والبقاء في الحكم.
وأضاف أن هذه الخطوات تسببت في تعميق الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، وزيادة الانتقادات الموجهة إلى سياسات الحكومة التي تعتمد على إثارة الأزمات الخارجية لتجاوز المشكلات الداخلية.
الأهداف العسكرية المعلنة
وحول الأهداف العسكرية للحرب، أوضح إبراهيم أن الإعلام الإسرائيلي يروج منذ بداية العمليات إلى أن الهدف الرئيسي هو القضاء على القدرات المدنية والعسكرية لحركة حماس، ومع ذلك، وبعد مرور عام ونصف على بدء التصعيد، لم تحقق إسرائيل أهدافها المعلنة بشكل واضح، مما أثار تساؤلات حول جدوى العمليات العسكرية المستمرة.
وأشار إلى أن استمرار الحرب لم يؤدي إلى إضعاف حماس كما كان متوقعًا، بل تسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وزيادة الانتقادات الدولية لإسرائيل.
حرب غير متكافئة
وأوضح إبراهيم، طبيعة العمليات العسكرية، واصفًا إياها بأنها "قتال غير متكافئ"، إذ تعتمد إسرائيل بشكل أساسي على القصف الجوي واستخدام المدفعية والدبابات، دون وجود مقاومة فعلية على الأرض من قبل حماس.
وأكد أن هذه الحرب غير التقليدية أدت إلى استهداف المدنيين والبنية التحتية بشكل مكثف، مما زاد من معاناة سكان قطاع غزة، ومن أبرز الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، قصف مستشفى ناصر في خان يونس، والذي أسفر عن مقتل عدد من القيادات التابعة لحماس، إلى جانب سقوط العديد من الضحايا المدنيين.
تداعيات الحرب
أكد مصطفى إبراهيم، أن استمرار الحرب بلا نتائج ملموسة يعكس أزمة داخلية في إسرائيل، حيث يتزايد الاستياء الشعبي من سياسات نتنياهو، خاصة مع تعثر الأهداف العسكرية وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تحاول التغطية على إخفاقاتها الداخلية من خلال إطالة أمد الحرب، إلا أن هذا النهج قد يؤدي إلى تصعيد الانتقادات الداخلية والدولية على حد سواء.

أفق وحلول غائبة
وأكد على أن استمرار الحرب دون تحقيق أهداف واضحة يعمق الأزمة في المنطقة، مشيرًا إلى أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، إلا أن غياب الإرادة السياسية لدى الجانبين يعرقل أي محاولات جادة للتوصل إلى تسوية سلمية.
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، تظل تداعيات الحرب تنعكس سلبًا على الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، مما يجعل الأفق السياسي والعسكري أكثر غموضًا وتعقيدًا.