محلل سياسي: هناك أزمة ثقة بين السياسيين والعسكريين في إسرائيل (فيديو)

المشهد السياسي والعسكري في إسرائيل يشهد حالة غير مسبوقة من الانقسام والتوتر منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، حيث تفجرت أزمة ثقة عميقة بين القيادة السياسية، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والمستوى العسكري ممثلًا في الجيش وأجهزة الأمن.
هذه الأزمة لم تُحسم حتى الآن، بل ازدادت حدة مع استمرار الحرب وتبادل الاتهامات بين الجانبين حول أسباب الإخفاقات العسكرية والاستخباراتية.
خلافات متصاعدة
في هذا السياق، أكد الكاتب الصحفي محمد سعد عبد الحفيظ أن الانقسام بين المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل أصبح أكثر وضوحًا مع استمرار الصراع.
وخلال استضافته في برنامج "مطروح للنقاش"، المذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح أن الشرخ الحاصل لم يتمكن نتنياهو ولا حكومته الائتلافية من رأبه، بل تعمَق مع استمرار الحرب، رغم الهدنة القصيرة التي انتهت قبل ثلاثة أيام.
وأضاف عبد الحفيظ أن الاتهامات المتبادلة حول الإخفاق الأمني والسياسي ما زالت مستمرة، حيث يسعى كل طرف إلى تحميل الآخر مسؤولية الفشل في التعامل مع الهجوم المفاجئ، والتخبط الذي تلاه في إدارة الأزمة عسكريًا وسياسيًا.
وبيّن أن هذه الخلافات لم تتوقف حتى في ذروة العمليات العسكرية، مما يعكس حالة عدم الانسجام داخل المؤسسة الحاكمة في إسرائيل.
نتنياهو وسياسته السلطوية
وصف عبد الحفيظ، نتنياهو بأنه يتصرف كديكتاتور، يحاول فرض رؤيته على الجميع وتحويلهم إلى أدوات في خدمته، دون مراعاة وجهات النظر المختلفة داخل المؤسسة العسكرية أو الأمنية.
وضرب مثالًا برئيس الأركان السابق، هرتسي هاليفي، الذي كان يحمل وجهة نظر مغايرة حول إدارة الحرب، لكنه وجد نفسه محاصرًا داخل منظومة سياسية لا تتقبل الآراء المستقلة.
وأشار إلى أن التسريبات التي ظهرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تكن مجرد أخبار عابرة، بل كانت جزءًا من محاولات المؤسسة العسكرية لكبح جماح نتنياهو، الذي يصر على استمرار الحرب دون أفق واضح لإنهائها.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يعاني من حالة إنهاك شديد، ولم يعد قادرًا على تحمل وطأة المواجهات الممتدة التي يسعى نتنياهو لجعلها بلا نهاية، وهو ما أدركه أيضًا رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، الذي حاول التحذير من تداعيات الاستمرار في هذا النهج.
إخفاقات استخباراتية وعسكرية
أكد عبد الحفيظ أن التحقيقات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك كشفت عن سلسلة من الإخفاقات، سواء فيما يتعلق بالفشل في التنبؤ بهجوم 7 أكتوبر، أو في التخطيط السياسي والعسكري لما بعده.
وبيّن أن هذه التقارير الرسمية أظهرت مدى التخبط داخل القيادة الإسرائيلية، حيث لم يكن هناك استعداد حقيقي لمواجهة سيناريو بهذا الحجم، وهو ما جعل إسرائيل تدفع ثمنًا باهظًا على المستويين العسكري والسياسي.

مستقبل غامض
وأكد على أن الأزمة بين نتنياهو والمؤسسة العسكرية لم تصل إلى حل بعد، بل إنها مرشحة لمزيد من التصعيد، خاصة مع تزايد الضغوط الداخلية والدولية لإنهاء الحرب.
وأشار إلى أن استمرار الصراع داخل إسرائيل قد يؤدي إلى تغيير كبير في المشهد السياسي خلال الفترة المقبلة، سواء من خلال الإطاحة بنتنياهو، أو إعادة تشكيل القيادة العسكرية بما يتماشى مع المصالح السياسية للائتلاف الحاكم.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأهم: إلى متى سيستمر هذا الصراع الداخلي، وهل سيتمكن نتنياهو من الحفاظ على قبضته على السلطة في مواجهة مؤسسة عسكرية بدأت تفقد الثقة في قراراته؟