الكفيف المبصر: قصة كفاح «الشيخ أحمد».. خبير إصلاح الأجهزة الكهربائية بالإسماعيلية|خاص
الشيخ “أحمد صديق”، إبن محافظة الإسماعيلية، 52 عامًا، لم يبصر نور الشمس يومًا، وعلى الرغم من ذلك قرر أن يرث مهنة أبيه فى مجال إصلاح الأجهزة الكهربائية، ولقب بالخبيرالعبقري لمهارته في إصلاح الأجهزة الكهربائية.
كفاح الكفيف المبصر
لقب الشيخ أحمد صديق، وسط جيرانه بمحافظة الإسماعيلية، بمعجزة الأجهزة الكهربائية، وذاع صيته بـ"الكفيف المبصر"، حتى وصل صيته إلى كامل المحافظة.
تحدى الشيخ أحمد المبصرين في إصلاح الأجهزة الكهربائية، حيث يقوم بإصلاح وصيانة مختلف الأجهزة.
وأشارصديق في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم»: “ إنه قضى حوالي 29 عامًا من عمره فى مجال صيانة وإصلاح الأجهزة الكهربائية، قائلًا: "منذ الصغر وأنا أُجالس والدي وأشعر بالأشياء وأتعلم كيف يتم تصليح الأجهزة".
مضيفًا، "إن حلمه كان استكمال الجامعة ولكن ظروف إعاقته منعته من استكمال الدراسة بجامعة الأزهر، حيث أنها كانت تتطلب الكثير من الجهد والتفرغ لأحد المبصرين لإعانته على الدراسة من قراءة وحفظ، بالإضافة إلى الظروف المادية".
وُلد الشيخ أحمد صديق كفيف، من أسرة مكونة من 5 أفراد، موضحًا: "ولدت أنا وشقيقتي من ذوي الهمم، وحافظ لكتاب الله، ومتزوج ولدي طفل فى الصف السادس الإبتدائي".
وأكد الشيخ أحمد، الله سبحانه وتعالي حرمه من نعمة البصر وخلقه كفيف ولكن أعطاه نعمة البصيرة، وتحدى المبصرين في إصلاح الأجهزة الكهربائية، ورفض الخضوع للأمر الواقع.
وأكد "صديق" إلى أنه يقوم بإصلاح وصيانة جميع الأجهزة الكهربائية مثل الخلاطات والغسالات والمراوح والمكواة والسخان الكهربائى والغاز بالإضافة إلى تركيب أطباق الريسيفر.
وقال أحمد: "تصليح الأجهزة الكهربائية التي أقوم بصيانتها وأنا كفيف، أثارت الجدل في المنطقة حتى تأكد أهالي المنطقة من كفائتي وقدرتي على التصليح".
وأكد أنه لم يستسلم لعجزه، وأحب العمل ودخل عدة مجالات منها إصلاح الأجهزة الكهربائية ويحلم بفتح مركز صيانه.
وأضاف، إنه لم يتوقف عند ذلك، ولكن يدرب نجله على أعمال صيانه الكهرباء، لتعليمه صناعة وفتح باب رزق له.
وقال شقيق الشيخ أحمد الأكبر"ابراهيم"، أن أحمد خبير في تصليح الأجهزة الكهربائية، ويتوافد عليه المواطنين، نظرًا لمهارته عن غيره من المبصرين.
وأضاف، أن أحمد أثبت للجميع أن الإعاقة لا تلغي الطموح والشخصية ولا تقف عائقًا أمام الشخص وأثبت أن الإعاقة ممكن أن تكون سببًا للنجاح والوصول للقمة، مؤكدا أن الإصرار والعزيمة يمكن أن يحققا المستحيل.
