عاجل

بدر عبد العاطي: الغطرسة الإسرائيلية لن تحقق الأمن في المنطقة

الدكتور بدر عبد العاطي
الدكتور بدر عبد العاطي

أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، أن السياسات الإسرائيلية القائمة على الغطرسة والاعتداءات المتكررة لن تؤدي إلى أي أمن أو استقرار، بل ستزيد الأوضاع تعقيدًا في المنطقة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وبمشاركة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، حيث تناول اللقاء التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي الأخير على دولة قطر، إضافة إلى الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة.

إدانة مصرية واضحة للعدوان الإسرائيلي

وشدد وزير الخارجية على أن القاهرة تدين بأشد العبارات العدوان الإجرامي الذي شنته إسرائيل ضد قطر، واصفًا ما جرى بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

 

وأكد أن مثل هذه الاعتداءات تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي، وتقوض كل الجهود الرامية لإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة.

وأوضح عبد العاطي أن مصر تعتبر أي مساس بسيادة دولة عربية عدوانًا على الأمة كلها، مشيرًا إلى أن ما حدث يستوجب موقفًا عربيًا موحدًا وحازمًا لردع إسرائيل وإجبارها على احترام القوانين والمواثيق الدولية.

جهود مصرية متواصلة لوقف الإبادة في غزة

انتقل الوزير في كلمته إلى الملف الفلسطيني، مؤكدًا أن مصر تتحرك على جميع المستويات لوقف ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ شهور.

 

وأوضح أن القاهرة تواصل اتصالاتها مع القوى الدولية والإقليمية للضغط من أجل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، وتخفيف معاناة المدنيين الذين يعيشون أوضاعًا كارثية.

وأشار عبد العاطي إلى أن مصر، بحكم موقعها الجغرافي ودورها التاريخي، تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه القضية الفلسطينية، ولذلك فهي تواصل جهودها الحثيثة من أجل دعم وحدة الصف الفلسطيني، وإعادة إطلاق مسار سياسي جاد يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الأمن الإقليمي في خطر بسبب السياسات الإسرائيلية

وأكد وزير الخارجية المصري أن ممارسات إسرائيل العدوانية لا تهدد فلسطين وحدها، بل تمثل خطورة على استقرار وأمن المنطقة بأكملها. وقال: "الغطرسة الإسرائيلية لن تحقق الأمن ولا الاستقرار، بل ستفتح الباب أمام المزيد من التوترات والصراعات التي قد تمتد آثارها إلى المجتمع الدولي كله."

وحذر عبد العاطي من أن استمرار الانتهاكات بحق المدنيين في غزة، والتوسع في الاعتداءات على دول المنطقة، سيؤدي إلى فقدان الثقة في أي مسار تفاوضي مستقبلي، وسيغلق أبواب الحلول السلمية، مما يدفع شعوب المنطقة نحو خيارات أكثر تعقيدًا.

مصر شريك فاعل في تعزيز الأمن والسلام

في المقابل، شدد الوزير على أن مصر ستظل تلعب دورها المحوري في دعم الأمن الإقليمي والدولي، والعمل على تعزيز السلام والاستقرار. وأوضح أن السياسة المصرية تقوم على مبدأ احترام سيادة الدول، وحل النزاعات عبر الحوار والطرق السلمية، بعيدًا عن منطق القوة والهيمنة.

كما أشار إلى أن القاهرة تعمل باستمرار على التنسيق مع شركائها الدوليين، سواء عبر الأمم المتحدة أو المنظمات الإقليمية، من أجل التوصل إلى حلول عادلة ومنصفة للنزاعات القائمة، خاصة تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية.

لقاء مشترك مع إيران ووكالة الطاقة الذرية

وجاءت تصريحات وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر صحفي جمعه بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وبحضور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

وقد تناول اللقاء إلى جانب الملف الفلسطيني والقطري، قضايا تتعلق بالأمن الإقليمي، وبرامج الطاقة النووية في المنطقة، وأهمية ضمان سلميتها، بما يخدم أهداف التنمية ويحمي الاستقرار.

وأكد عبد العاطي أن مصر تؤمن بأهمية التعاون مع كل القوى الإقليمية والدولية في مواجهة التحديات المشتركة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية، مشددًا على أن الحوار والشفافية هما السبيل الأمثل لتجاوز الأزمات.

موقف عربي موحّد ضرورة حتمية

في ختام كلمته، دعا وزير الخارجية المصري إلى ضرورة تفعيل موقف عربي موحد في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدًا أن التشرذم العربي يصب في مصلحة الاحتلال ويضعف الموقف التفاوضي للقضية الفلسطينية.

وقال إن المرحلة الراهنة تستوجب من الدول العربية والإسلامية التعاون والتنسيق بشكل غير مسبوق، ليس فقط للدفاع عن الشعب الفلسطيني، بل أيضًا لحماية سيادة الدول العربية من أي اعتداءات مستقبلية.

وأضاف: "لا يمكن أن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، ودون التزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية، والتوقف الفوري عن سياساتها الاستيطانية والعدوانية."

مصر ودورها الثابت في القضايا العربية

جدّد عبد العاطي التأكيد على أن مصر ستظل سندًا للأشقاء العرب، وأنها لن تتوانى عن القيام بدورها في الدفاع عن القضايا العربية العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين. وأكد أن القاهرة ستواصل التحرك على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية، لإيقاف نزيف الدم الفلسطيني، ودعم سيادة الدول العربية، وحماية المنطقة من الانزلاق نحو صراعات أوسع.

تم نسخ الرابط