دار الإفتاء: للمسافر حق الإفطار ويجوز له الإمساك عند العودة استحبابًا

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن للمسافر الذي أفطر خلال رحلته أن يختار بين الإمساك عن الطعام بقية يومه عند عودته إلى بلده أو الاستمرار في الإفطار، مشيرة إلى أن الأمر يخضع لتقدير الشخص وظروفه الصحية، وفقًا لما أتاحته الشريعة الإسلامية من تيسير ورفع للحرج عن الصائم.
شروط رخصة الإفطار للمسافر
وأوضحت دار الإفتاء أن السفر من الأعذار المشروعة التي تبيح الإفطار في نهار رمضان، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى:﴿ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ (البقرة: 184).
لكنها أشارت إلى أن هذه الرخصة لا تعني وجوب الإفطار، بل تظل متاحة للمسافر إذا وجد في نفسه مشقة، أما إذا كان قادرًا على الصيام دون ضرر، فله أن يصوم.
إمساك المسافر عند العودة
وحول ما إذا كان يجب على المسافر الإمساك عند عودته إلى بلده، أكدت دار الإفتاء أن الإمساك ليس واجبًا، لأن الشخص بدأ يومه مفطرًا بعذر السفر، وبالتالي يجوز له إكمال الإفطار حتى غروب الشمس، مع وجوب قضاء هذا اليوم لاحقًا.
ومع ذلك، أوضحت أنه إذا أراد المسافر الإمساك بعد عودته احترامًا لحرمة الشهر، فذلك أمر مستحب وليس فرضًا، لكنه لا يغني عن قضاء اليوم.
وتباينت آراء العلماء حول هذه المسألة، لكن الغالبية اتفقوا على أن الإمساك بعد العودة من السفر ليس ملزمًا، واستندوا في ذلك إلى أن الرخصة الشرعية لا تزول بزوال سببها خلال اليوم نفسه، بل يبقى الحكم كما هو حتى مغيب الشمس.
وفي هذا السياق، ذكرت دار الإفتاء أن الأصل في المسألة هو التيسير وعدم التشديد، مؤكدة أن المسافر عليه تقدير حالته الصحية بعد عودته، فإذا كان يشعر بالتعب أو الإجهاد فالأفضل أن يستمر في الإفطار، أما إذا كان لا يجد مشقة فله أن يمسك استحبابًا.
واختتمت دار الإفتاء فتواها، بالتأكيد على أن المسافر الذي أفطر خلال سفره لا يُلزم بالإمساك عند عودته، لكن له أن يفعل ذلك استحبابًا. كما شددت على أن الإسلام دين مرونة ورحمة، ويهدف إلى رفع المشقة عن المسلمين، لذا فإن رخصة الإفطار للمسافر لا تسقط بمجرد العودة إلى الوطن قبل أذان المغرب، بل يبقى الإفطار جائزًا مع وجوب قضاء اليوم لاحقًا.