وزير خارجية إسرائيل:" مهتمون بوقف الحرب وفق مقترح ترامب"

صرح وزير خارجية إسرائيلي جدعون ساعر، اليوم (الثلاثاء)، بأن إسرائيل مهتمة بإنهاء حرب غزة بناءً على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسبما نقلت صحفية جيروزاليوم بوست الإسرائيلية.
معاير إسرائيل لوقف الحرب
وأضاف ساعر أن أي اتفاق يجب أن يتماشى مع المبادئ التي وضعها مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي والمخطط المطروح حاليًا.
وأشار ساعر إلى خمسة معايير تُوجِّه موقف إسرائيل، منها إعادة جميع الأسرى، وإجراءات تمنع حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية.
وقد اعتُمدت هذه المبادئ التي أقرّها مجلس الوزراء الأمني في أوائل أغسطس، ولا تزال تُشكِّل سياسة الحكومة الإسرائيلية.
يُقرن المخطط الأمريكي الحالي وقف إطلاق النار بالإفراج عن الأسرى المتبقين - والذين يقدر عددهم بـ 48، 20 منهم على قيد الحياة - متبوعًا بخطوات لتحقيق الاستقرار في غزة.
ويوم الأحد، أكد ترامب موافقة إسرائيل على الاتفاق وحثّ حماس على قبوله.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الهيكل قيد النقاش مصمم لتأمين الأسرى ووضع معايير أمنية صارمة في غزة. ويضيفون أن التركيز ينصب على تسلسل الالتزامات بطريقة يمكن التحقق منها.
رفضت حماس بندًا محوريًا من الخطة، مؤكدةً أنها لن تُفرج عن جميع الأسرى في اليوم الأول من الهدنة. وقد أدى هذا الموقف إلى تعقيد تسلسل الجهود الأمريكية.
يصرح المسؤولون الإسرائيليون بأن أي خطوة ستُقاس بمعايير مجلس الوزراء، وليس بضغط خارجي. ويبقى الهدف المعلن هو تحرير الرهائن وضمان عدم استخدام غزة منصةً لهجمات مستقبلية.
لا تزال المعايير الخمسة التي وضعها مجلس الوزراء تُشكل معيارًا لأي قرار بإنهاء القتال. وتشمل هذه المعايير إعادة جميع الرهائن ومنع حماس من إعادة التسلح، وهي نتائج يصفها المسؤولون بأنها غير قابلة للتفاوض.
وقال ساعر "سنقوم بتقييم الاقتراح الأمريكي بما يتوافق مع مبادئ مجلس الوزراء الأمني".
وقال الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية، إن المقترح الذي نُسب إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والخاص بقطاع غزة، ليس سوى مقترح إسرائيلي الأصل تم تسويقه للإدارة الأمريكية ليبدو وكأنه مبادرة أمريكية، مشيرًا إلى أن الهدف منه هو شرعنة احتلال غزة وتدميرها وطرد سكانها خارج القطاع.
مقترح إسرائيلي برداء أمريكي
وأوضح عوض، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن المقترح كما ورد في الصحافة الإسرائيلية، لا يتضمن أي ضمانات تتعلق بوقف إطلاق النار أو انسحاب قوات الاحتلال من غزة، أو حتى ما يتعلق بتدفق المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع المنكوب.
وأضاف رئيس مركز القدس للدراسات أن الجانب الإسرائيلي يعلم مسبقًا أن حركة حماس سترفض هذا المقترح، لأنه يشكل خديعة سياسية، إذ يشترط في اليوم الأول تسليم الأسرى لإسرائيل، دون أي التزام مقابل، ما يفتح الباب أمام تنكّر الاحتلال للاتفاق بالكامل بعد حصوله على ما يريد.
لافتًا إلى إن الهدف من هذا الطرح هو نقل الكرة إلى ملعب المقاومة، بحيث تُتهم حماس بالرفض والتعنت، ما يسمح لإسرائيل بتبرير استمرار حربها على غزة و"تشيطن" حماس أمام الرأي العام العالمي.
وأكد أن هذا المقترح جاء ميتًا منذ لحظة طرحه، لأنه لا يُعالج جذور الأزمة، ولا يوفّر أدنى ضمانات لوقف العدوان أو رفع الحصار، بل يُستخدم كغطاء سياسي لمزيد من التصعيد والتدمير.