ما مصير المقترح الأمريكي الجديد حول غزة بعد عملية القدس؟

ذكرت مصادر أمريكية مطلعة عن مستقبل المقترح الأمريكي الذي تم تقديمه مؤخرًا إلى كل من حركة حماس الفلسطينية والكيان الإسرائيلي، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتأمين الإفراج عن الرهائن، وتهيئة الطريق نحو إنهاء الحرب المستمرة، ووفق تلك المصادر، فإن هذا المقترح بات مهددًا بالتجميد، في ظل المستجدات الأمنية الأخيرة.
ورجّحت المصادر، في تصريحات صحفية، أن عملية إطلاق النار في القدس، التي وقعت اليوم الاثنين، من شأنها أن تُشكّل ورقة ضغط في يد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يستغلها للتأثير على موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من المقترح، وهو ما قد يؤدي إلى تعليق أو إبطاء أي تقدم في المفاوضات المرتبطة به.
وأشارت المصادر الأمريكية إلى أن نتنياهو قد يظهر كأكبر المستفيدين من الهجوم، مقارنة بحركة حماس، مما يمنحه هامشًا أوسع في المناورة السياسية والعسكرية بشأن الخطط الإسرائيلية في قطاع غزة، كما أوضحت أن الحادث الأخير يعزز حجج نتنياهو أمام ترامب، لا سيما وأنه كان يعارض عددًا من بنود المقترح الأمريكي منذ البداية.
عملية القدس يعرقل مقترح ترامب
وأضافت المصادر الأمريكية أن هذا التطور لا يضع العراقيل فقط أمام رؤية الإدارة الأمريكية لشروط حماس، بل يدفع أيضًا باتجاه تحدٍّ كبير أمام ترامب يتمثل في كيفية كبح اندفاع نتنياهو نحو توسيع العمليات العسكرية داخل غزة، بما قد يُخلّف آثارًا إنسانية كارثية.
وتوقعت المصادر أن يستخدم نتنياهو حادثة القدس لتبرير المضي قدمًا في خططه العسكرية، والضغط من أجل تجاوز أو تجميد المقترح الأمريكي، رغم ما وصفته بـ"الجهود الكبيرة" التي بذلها ترامب لدفعه نحو القبول بصفقة تهدئة، مشيرةإلى أن "نتنياهو سيستخدم هذا الحدث كورقة لتحصين مواقفه الأمنية، ورفض أي صيغة تُضعف من شروط إسرائيل".
في المقابل، رأت المصادر أن حركة حماس تسعى لاستغلال المقترح الأمريكي بما يخدم مواقفها السياسية، رغم ما يعانيه قطاع غزة من أوضاع إنسانية كارثية، معتبرة أن "الحركة تسعى للحصول على تعهدات قانونية من خلال المقترح، وتروج لنفسها كالرابح في هذه الحرب، بينما تدفع غزة وأهلها الثمن الأكبر".
كما اتهمت المصادر حماس بعدم الاكتراث بمعاناة المدنيين في القطاع، وربطت موقفها الحالي بأحداث 7 أكتوبر 2023، قائلة: "حماس تنفذ ما تمليه عليها أطراف دفعتها نحو تلك الأحداث"، وفق تعبيرها.
واختتمت المصادر بالتأكيد على أن مقترح ترامب للتهدئة في غزة قد يواجه انتكاسة كبيرة، مشيرة إلى أن أي تقدم كان ممكنًا في هذا المسار بات مهددًا بسبب المتغيرات الأمنية الأخيرة، وعلى رأسها عملية القدس، والتي قد تُمكّن نتنياهو من التشبث بموقفه الرافض لأي تنازل أمني.