تطبيق جديد بروسيا ينافس واتساب.. واتهامات لبوتين بالتجسس علي شعبه

تفتح روسيا جبهة حرب أخرى، ولكن هذه مع شعبها، ففي الوقت الذي تتوغل فيه القوات الروسية في أوكرانيا، يواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صراعًا آخر مع شبعه، واتهامات بالتجسس على مواطنيه بتطبيق مرسلة جديد يشبه واتساب وتليجرام.
هل يتجسس بوتين على شعبه؟
وفقًا لموقع “بوليتيكو”، تسعى روسيا إلى دفع مواطنيها إلى استخدام تطبيق مراسلة يتيح للحكومة الوصول إلى بيانات المستخدم ويعزلهم عن بقية شبكة الإنترنت، وهو تطبيق "ماكس"، الذي يشبه إلى حد كبير برنامج "WeChat" الصيني.
يفتقر تطبيق "ماكس" الروسي إلى التشفير الشامل وسياسة الخصوصية التي تسمح للسلطات بالوصول إلى المعلومات الشخصية مثل سجلات الدردشة وجهات الاتصال والصور وبيانات الموقع، وهو ما جعله عرضة للانتقادات.

ويقول ميخائيل كليماريف، رئيس جمعية حماية الإنترنت الروسية في المنفى: "يقول صناع التطبيق في الأساس إنهم سيسلمون كل شيء"، مضيفًا: "أي شيء تفعله هناك سيكون متاحًا لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي".
من ضمن شروط تسجيل الدخول في تطبيق "ماكس"، تقديم المستخدم رقم هاتف روسي أو بيلاروسي، والذي يتطلب بدوره هوية حكومية، مما يعني أن أي جمع للبيانات يمكن تتبعه إلى فرد واحد.
أعلنت شركة ماكس، التي يتكون شعارها من فقاعة كلامية غير ضارة على خلفية زرقاء، أن قاعدة مستخدميها نمت من مليون شخص في أوائل يونيو إلى 30 مليون شخص في سبتمبر.
اعتبارًا من بداية هذا الشهر، يجب أن يتم تثبيت التطبيق مسبقًا على جميع الهواتف الجديدة المباعة في روسيا.
في حين أن هذا العدد لا يزال أقل بكثير من منافسيه، لا يزال واتساب هو تطبيق المراسلة الأكثر شعبية في روسيا، مع ما يقدر بنحو 96 مليون مستخدم، يليه تيليجرام مع حوالي 90 مليون مستخدم، إلا الخبراء يقولون أن "ماكس" لديه داعم قوي، وهي الدولة.
ووقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في يونيو الماضي، قانونًا لإنشاء "منصة تواصل وطنية"، واختيرت شركة التكنولوجيا الروسية VK لتطويرها بعد ذلك بوقت قصير، والتي تخضع فعليًا لسيطرة شركة الغاز الحكومية جازبروم ويوري كوفالتشوك، الحليف الرئيسي لبوتين. ويديرها نجل مساعد بوتين، سيرجي كيريينكو. وكلاهما خاضع لعقوبات أمريكية.
صانعة محتوى تعترض على قرار هيئة الاتصالات الروسية
بدأت هيئة الاتصالات الروسية "روسكومنادزور" هذا الصيف بحظر المكالمات على واتساب وتيليجرام، وبينما وصفت الحكومة هذه الخطوة بأنها محاولة لحماية المستخدمين من المحتالين والإرهابيين، أدانتها واتساب، المملوكة لشركة ميتا، ووصفتها بأنها محاولة "لانتهاك حق الناس في التواصل الآمن".
ووفقًا لصحيفة "BBC"، قالت مارينا، وهي صانعة محتوى روسية تبلغ من العمر 45 عامًا، أنها لم تستطع إجراء مكالمة مع زميل لها على واتساب أو تليجرام.
تقول مارينا، التي تعيش في مدينة تولا، التي تبعد 180 كيلومترًا عن جنوب موسكو: "لا تريد السلطات لنا، نحن الناس العاديين، أن نحافظ على أي نوع من العلاقات أو الصلات أو الصداقات أو الدعم المتبادل. يريدون أن يجلس كلٌّ منا في هدوء في ركنه الخاص".