بحيرة غامضة تشعل الجدل في المنيا.. عمرو أديب يكشف الحقيقة بين العلم والأسطورة

في واقعة أثارت اهتمام الرأي العام وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، علّق الإعلامي عمرو أديب على ظهور بحيرة غامضة في قلب صحراء البهنسا بمحافظة المنيا، مؤكدًا أن الأمر لم يعد مجرد مشهد طبيعي عابر، بل يحمل أبعادًا علمية وتاريخية تستحق التوقف عندها، لما تحمله منطقة البهنسا من مكانة أثرية وإسلامية كبيرة.
وخلال تقديمه حلقة جديدة من برنامجه "الحكاية" على شاشة إم بي سي مصر، قال أديب: "الناس صحيت من النوم في المنيا لقوا بحيرة غامضة في الصحراء، والبحيرة تقع بالقرب من منطقة البهنسا الأثرية في وادي المويلع، وبعض الناس أطلقوا عليها اسم البحيرة الملعونة".
بحيرة غامضة في قلب الصحراء.. كيف بدأت الحكاية؟
أثار خبر ظهور بحيرة في منطقة صحراوية جافة مثل البهنسا دهشة الأهالي، نظرًا لأن المنطقة معروفة بكونها أرضًا بعيدة تمامًا عن أي منابع مائية أو بحيرات طبيعية. ويُذكر أن البهنسا تاريخيًا ارتبطت بالعديد من الروايات الإسلامية والمقابر الأثرية، ما جعلها وجهة مميزة للباحثين والزوار.
وأوضح عمرو أديب أن وجود مساحة مائية لامعة وسط الرمال جعل البعض يربط الظاهرة بما هو خارق للطبيعة، فيما رأى آخرون أنها قد تكون مؤشرًا على تكوينات جيولوجية جديدة أو تغيّر طبيعي في المنطقة الصحراوية.
هذه الفرضيات المتباينة دفعت الخبراء والجهات المعنية إلى التدخل لإجراء تحاليل علمية دقيقة، بهدف حسم الجدل وكشف طبيعة هذه البحيرة المثيرة للجدل.
التحاليل العلمية تحسم الجدل حول "البحيرة الملعونة"
بحسب ما عرضه برنامج "الحكاية"، فقد أُجريت تحاليل علمية على عينات المياه والتربة المحيطة بالبحيرة، لتحديد مصدرها وطبيعتها. وكشفت النتائج أن الأمر لا يتعدى كونه تجمعًا مائيًا ناتجًا عن عوامل طبيعية بحتة، أبرزها الأمطار الجوفية وتكوينات الأرض في تلك المنطقة.
وأشار الخبراء إلى أن المياه تحتوي على نسبة ملوحة مرتفعة للغاية، ما يؤكد استحالة استخدامها للشرب أو الري أو أي أغراض زراعية. إلا أن وجودها بحد ذاته يطرح تساؤلات حول التغيرات البيئية في المنطقة، وإمكانية أن تكون مؤشرًا على ظواهر طبيعية أوسع.
عمرو أديب شدد على أن ظهور مثل هذه البحيرات المفاجئة لا ينبغي أن يُنظر إليه فقط كحدث غامض، بل كفرصة لفهم طبيعة الأرض المصرية بشكل أعمق وربطه بالدراسات الجيولوجية الحديثة.
بين الخيال والواقع.. كيف تعامل الناس مع الظاهرة؟
وأوضح أن اللافت أن ردود الأفعال الشعبية تباينت بشدة تجاه ظهور البحيرة فبينما رأى البعض أنها "ملعونة" أو مرتبطة بظواهر غيبية، تعامل آخرون معها كفرصة للترفيه والتقاط الصور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن الأصوات العاقلة دعت إلى التريث والنظر للأمر من زاوية علمية، وهو ما أكد عليه الإعلامي عمرو أديب الذي طالب بضرورة الاستفادة من الحدث لتعزيز الدراسات الجيولوجية والبيئية في المنطقة.
ويعكس هذا التباين بين ردود الأفعال الشعبية والعلمية طبيعة المجتمع في التعامل مع أي ظاهرة غير مألوفة، حيث يختلط الخيال الشعبي بالمعلومة العلمية.
أهمية الظاهرة في السياق البيئي والجيولوجي
واردف أن ظهور البحيرة الجوفية في صحراء المنيا يسلط الضوء على أهمية دراسة المخزون المائي الجوفي في مصر، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية العالمية التي تؤثر على حركة المياه في باطن الأرض وبالرغم من أن المياه مالحة ولا تصلح للاستخدام المباشر، فإنها تمثل إشارة واضحة على وجود تغيرات بيئية تستدعي مزيدًا من البحث، أشار الخبراء إلى أن مثل هذه الظواهر قد تتكرر مستقبلًا في مناطق صحراوية أخرى، مما يجعل من الضروري متابعة الظاهرة بشكل علمي ومنهجي، وربطها بخطط التنمية المستدامة.
الإعلام ودوره في كشف الحقائق
وأبرزت هذه القصة الدور المهم الذي يلعبه الإعلام في توجيه الأنظار إلى ظواهر طبيعية غير مألوفة. فبدون التغطية الإعلامية لبرنامج "الحكاية"، ربما مر ظهور البحيرة مرور الكرام، ولكن التناول الإعلامي الجاد ساعد في طرح القضية بشكل متوازن، يجمع بين الغموض الشعبي والتحليل العلمي، وهو ما يُعزز وعي الناس ويدفعهم للتفكير النقدي.
هل تصبح "البحيرة الملعونة" مزارًا جديدًا؟
واردف أن مع كل هذا الجدل والاهتمام، يطرح البعض تساؤلات حول إمكانية أن تتحول هذه البحيرة الغامضة إلى مزار سياحي غير رسمي، خاصة مع تزايد الفضول لرؤيتها ووبالرغم من أن الخبراء أكدوا أنها مجرد ظاهرة طبيعية لا أكثر، فإن الجانب الغامض والقصص الشعبية التي ارتبطت بها قد يجعلها وجهة للزوار الباحثين عن الغرابة.