الجامع الأزهر يبرز رحمة النبي ﷺ ولين جانبه مع المخطئين

واصل الجامع الأزهر عقد أمسياته الدينية، حيث أقام اليوم الأحد أمسية جديدة تحت عنوان: «النبي ﷺ ومعاملة العصاة»، حاضر فيها فضيلة الأستاذ الدكتور مجدي عبد الغفار، أستاذ ورئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية الدراسات العليا – جامعة الأزهر، وشارك فيها القارئ الشيخ محمود شعبان، والمبتهل الشيخ سمير زيدان، وقدمها محمد حسن الديسطي، عضو المركز الإعلامي للأزهر الشريف.
الجامع الأزهر يواصل أمسياته الدينية احتفاءً بمولد النبي ﷺ
استهل الدكتور مجدي عبد الغفار حديثه بالتأكيد على أنَّ الاحتفاء بذكرى النبي ﷺ يقتضي استلهام سيرته في التعامل مع العصاة والمذنبين، مبينًا أنَّ المجتمع يضم الصالحين والمستقيمين كما يضم المقصرين والعصاة، ودور المسلم أن يتعلم من نبيه ﷺ كيف يقدم الرَّحمة على القسوة، والترغيب على الترهيب، والتيسير على التعسير، وأن يجعل منهج التربية هو الأصل، لا منهج التعنيف والفضيحة.
واستشهد بآيات القرآن الكريم التي تفتح أبواب الرحمة والأمل، ومنها قول الله تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾، وقوله: ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، وقوله سبحانه: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾، مشيرًا إلى أن هذا هو المنهج القرآني الذي سار عليه النبي ﷺ. كما بيَّن أن الله وصف نبيه بقوله: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾، مؤكدًا أن لين جانب النبي ﷺ كان سببًا في اجتماع الناس حوله وحبهم له.
وأضاف الدكتور عبد الغفار أنَّ شعار الأمة يجب أن يكون: «ليأخذ المستقيم بيد السقيم»، داعيًا إلى أن يجيد المسلم النصيحة لا الفضيحة، مستشهدًا بالحديث النبوي الشريف عن الرجل الذي جاء إلى النبي ﷺ معترفًا بذنبه طالبًا إقامة الحد، فلما صلى مع المسلمين، قال له النبي ﷺ: «ألم تصلِّ معنا؟» قال: بلى يا رسول الله، فقال له ﷺ: «فإن الله قد غفر لك حدك». موضحًا أن هذا الموقف النبوي يُعلّم الأمَّة أنَّ باب التوبة مفتوح، وأن الحسنات يُذهبن السيئات، وأنَّ المعاصي تُمحى بالرجوع إلى الله وصدق التوبة.
وفي ختام الأمسية، أكَّد محمد حسن الديسطي، عضو المركز الإعلامي للأزهر الشريف، أنَّ هذه اللقاءات في رحاب الجامع الأزهر تعيد إلى الأمة وعيها برسالة نبيها ﷺ الذي كان بالمؤمنين رؤوفًا رحيمًا، ودعا إلى أن يكون الاحتفال بذكرى المولد النبوي تجديدًا للعهد على الاقتداء بأخلاقه وسلوكه ومنهجه ﷺ في معاملة الناس جميعًا بالرحمة واللين.
جاء ذلك في إطار احتفاء الجامع الأزهر الشريف بذكرى المولد النبوي الشريف، وتحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.