متحدث الأوقاف: منشور الوزير عن الفلسطينيين مقتطع ومُضلل إعلاميًا

أثار منشور متداول على مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً خلال الساعات الماضية، بعدما نُشرت صورة لوزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، مرفقة بكلمات توحي بأنه يرحب بالأشقاء الفلسطينيين على أرض مصر، ويؤكد أنهم "ضيوف أعزاء نتقاسم معهم لقمة العيش".
لكن وزارة الأوقاف، عبر متحدثها الرسمي الدكتور أسامة رسلان، خرجت لتكشف الحقيقة كاملة وتضع النقاط فوق الحروف بشأن هذا المنشور الذي وُصف بأنه تضليل إعلامي واجتزاء متعمد من السياق.
منشور مضلل
قال الدكتور أسامة رسلان، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، إن ما تم تداوله من صورة لوزير الأوقاف مع عبارات توحي بترحيب دائم بالفلسطينيين على أرض مصر، لا يعكس الموقف الحقيقي ولا السياق الذي جاءت فيه هذه التصريحات.
وأوضح رسلان أن الصورة المتداولة أُرفقت معها جملة مقتطعة نصها: "أشقاؤنا أهل فلسطين هم ضيوف أعزاء ونتقاسم معهم لقمة العيش ومرحبا بهم فى مصر"، وهو ما أثار لغطاً وتفسيرات مغلوطة على مواقع التواصل.
السياق الحقيقي
كشف المتحدث باسم الأوقاف أن هذه الكلمات قيلت بالفعل، ولكن في سياق مختلف تماماً، حيث جاءت خلال زيارة تضامنية أجراها وزير الأوقاف قبل نحو عام إلى أحد المستشفيات المصرية، لعيادة جرحى فلسطينيين أصيبوا خلال العدوان الإسرائيلي وتلقوا العلاج في مصر.
وفي هذه المناسبة، كان من الطبيعي أن يوجه الوزير كلمات إنسانية للأشقاء المصابين، قائلاً لهم "أنتم في عنينا" ومرحباً بهم على أرض مصر، في إطار المساندة المعنوية، وليس كتصريح سياسي أو بيان رسمي يعكس موقف الدولة أو الوزارة من القضية الفلسطينية.
تضليل إعلامي
أكد رسلان أن ما حدث هو نموذج واضح للتضليل الإعلامي، حيث تم اجتزاء التصريحات من سياقها الزمني والإنساني، وإعادة توظيفها بشكل يوحي بأنها حديث جديد وموقف سياسي.
وأشار إلى أن هذه الطريقة تندرج تحت أكثر من أسلوب من أساليب الدعاية السلبية، ومنها:
الاجتزاء من النص: أخذ جزء من الكلام دون باقيه لتغيير المعنى.
التلاعب الزمني: تقديم تصريحات قديمة باعتبارها مواقف حالية.
التوظيف المغلوط: استخدام الكلمات في إطار غير المقصود منها.
خطورة الاجتزاء
شدد المتحدث باسم وزارة الأوقاف على أن هذه الممارسات الإعلامية لا تخدم الحقيقة، بل تثير البلبلة بين الرأي العام، خاصة في قضايا حساسة مثل القضية الفلسطينية التي تحظى بمكانة كبيرة لدى المصريين قيادةً وشعباً.
وأضاف أن الوزارة حريصة على الشفافية الكاملة في تصريحاتها، وأن كل ما يصدر عن وزير الأوقاف ينشر رسمياً عبر القنوات الإعلامية المعتمدة، وبالتالي فإن الاعتماد على منشورات مجهولة المصدر يفتح الباب أمام الشائعات والتضليل.
مسؤولية الإعلام
ناشد رسلان وسائل الإعلام ورواد التواصل الاجتماعي بضرورة تحري الدقة قبل تداول أي محتوى، خاصة إذا كان يتعلق بمسؤولين رسميين أو بمواقف تخص القضايا الوطنية والقومية.
وأكد أن نشر أخبار أو تصريحات مجتزأة دون العودة إلى مصدرها الأصلي يعرض المجتمع لحملات ممنهجة تهدف إلى تشويه الصورة وتزييف الحقائق.
دور وزارة الأوقاف
أوضح المتحدث الرسمي أن وزارة الأوقاف تواصل أداء رسالتها في تعزيز الخطاب الديني الوسطي، وتدعيم القيم الإنسانية التي تحث على التراحم والتكافل، ومن بينها الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في محنته، وهو موقف ثابت للدولة المصرية عبر تاريخها.
وأشار إلى أن الترحيب الإنساني الذي وجهه الوزير للجرحى الفلسطينيين أثناء زيارتهم في المستشفى يعكس هذا النهج، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تفسيره كموقف سياسي جديد أو رسالة سياسية موجهة.
دعوة للتصحيح
طالب رسلان الجميع بالمشاركة في تصحيح المفاهيم المغلوطة وعدم الانسياق وراء الحملات الدعائية التي تستهدف إثارة الفتن. وأكد أن قوة الدولة المصرية تكمن في وعي شعبها، الذي يستطيع التفرقة بين الحقيقة والشائعات.