سياسي فلسطيني: تصريحات جدعون ساعر «تعجيزية» وحماس مستعدة لإنهاء الحرب
قال السياسي الفلسطيني ثائر نوفل أبو عطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، في تصريح لـ"نيوز رووم"؛ إن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر خلال مؤتمره الصحفي مع نظيره الدنماركي في القدس المحتلة، تعكس إصرار حكومة الاحتلال على طرح شروط تعجيزية من شأنها تعطيل مسار التفاوض، مشيرًا إلى أن اشتراط ساعر إنهاء الحرب مقابل نزع سلاح حركة حماس و"إطلاق سراح الرهائن"، لا يمهد لأي اتفاق، بل يعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
حماس أبدت مرونة.. والكرة في الملعب الإسرائيلي
وأكد أبو عطيوى أن حركة حماس كانت أكثر وضوحًا، حيث أبدت استعدادها لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين في حال وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها من مدينة غزة. واعتبر أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، مطالبًا حكومة الاحتلال باقتناص الفرصة وعدم تفويتها، والابتعاد عن وضع شروط مسبقة مثل نزع السلاح، والتي يمكن بحثها لاحقًا ضمن اتفاق شامل أو تفاوض مرحلي.
هدنة إنسانية مؤقتة
وأشار المحلل إلى أن المطلوب حاليًا هو اتفاق مرحلي أو صفقة جزئية تؤدي إلى هدنة إنسانية مؤقتة، بما يسمح بوقف إطلاق النار وتأهيل الوضع الإنساني المدمر في قطاع غزة، على أن تمهّد هذه الهدنة الطريق أمام تفاهم نهائي ينهي الحرب المستمرة منذ قرابة العامين.
وأضاف أبو عطيوى أن هناك إجماعًا داخل الرأي العام الإسرائيلي، بل وحتى بين كثير من الساسة، على ضرورة التوصل إلى صفقة تبادل ولو جزئية تضمن استعادة المحتجزين، مشيرًا إلى أن هذه الأصوات تدعو إلى وقف الحرب دون شروط مسبقة، وتأجيل القضايا الشائكة مثل نزع السلاح لمفاوضات لاحقة.
تصعيد الاحتلال يهدد جهود الوسطاء
في المقابل، حذر المحلل من أن تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية باحتلال مدينة غزة وتهجير سكانها نحو الجنوب من شأنها نسف كافة جهود الوساطة، خصوصًا تلك التي تقودها القاهرة والدوحة، والرامية إلى دفع الأطراف نحو مفاوضات غير مباشرة بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
واختتم أبو عطيوى بالقول إن التصريحات الإسرائيلية الرسمية بحاجة لمزيد من المرونة والعقلانية، بعيدًا عن التصعيد الإعلامي أو المزايدات السياسية، وذلك من أجل تعزيز فرص العودة إلى طاولة المفاوضات. مشددًا على أن أي خطاب غير واقعي أو متشدد يعرقل جهود الوسطاء ويؤخر الوصول إلى تسوية تنهي معاناة المدنيين على الجانبين.
