السفير جمال بيومي: نتنياهو أخيراً اعترف بالحقيقة بعد تاريخ من الكذب

أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد "نطق بالحق أخيراً بعد سنوات من الكذب"، وذلك في تعليقه على اعتراف نتنياهو الأخير بمسؤولية إسرائيل عن التحكم في فتح وإغلاق معبر رفح الحدودي.
وأشار بيومي إلى أن هذا الاعتراف يفضح الرواية الإسرائيلية التي طالما حاولت تبرير ممارساتها على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن ما قاله نتنياهو اليوم لا يغير من صورته كسياسي متورط في جرائم متعددة.
نتنياهو أمام العدالة الدولية
وتساءل السفير جمال بيومي خلال مداخلة هاتفية في برنامج اليوم المذاع على قناة "دي إم سي": "فمن الذي يصدقه الآن أو يصدق نواياه؟"، موضحاً أن نتنياهو مطلوب للمثول أمام محكمة العدل الدولية وكذلك المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأضاف أن وضع نتنياهو القانوني لا يسمح له بمغادرة إسرائيل خوفاً من توقيفه في أي دولة أجنبية تنفذ تلك الأحكام، وهو ما يجعله في عزلة سياسية ودبلوماسية.
مصير نتنياهو في الداخل الإسرائيلي
وبيّن مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الأزمة التي يواجهها نتنياهو ليست على الساحة الدولية فقط، بل تمتد إلى الداخل الإسرائيلي، حيث تحاصره ملفات فساد وجرائم مخلة بالشرف ، وأكد أن حتى في حال تخليه عن منصبه كرئيس للوزراء، ستظل العدالة الإسرائيلية نفسها تلاحقه بقضايا مفتوحة قد تنهي مستقبله السياسي بالكامل.
وقال بيومي: "هذا هو الشخص الذي نتعامل معه، يكذب ويكذب ثم يصدق نفسه، ويندهش أن العالم لا يصدقه".
إشادة بالدبلوماسية المصرية
وفي المقابل، أثنى السفير جمال بيومي على الموقف المصري في التعامل مع الأزمة الحالية، مؤكداً إعجابه بما وصفه بـ "السياسة الهادئة والدبلوماسية الرصينة" التي تتبناها مصر.
وأوضح أن الجهود التي يبذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال اتصالات مستمرة "على مدى ساعات النهار" تمثل نموذجاً للحكمة السياسية في وقت تتشابك فيه المصالح الدولية.
كما أشاد بالدور الحيوي الذي تلعبه وزارة الخارجية المصرية والبعثات الدبلوماسية في الخارج، معتبراً أن هذا الحراك يعكس التزام مصر بدورها التاريخي في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية ودعم الاستقرار الإقليمي.
قراءة في المشهد السياسي
وبحسب بيومي، فإن اعتراف نتنياهو لا يمثل تحولاً في الموقف الإسرائيلي، بل هو دليل إضافي على عجز الحكومة الإسرائيلية عن التغطية على ممارساتها ،واعتبر أن المجتمع الدولي أصبح أكثر وعياً بحقيقة ما يجري على الأرض، وأن هذه الاعترافات المتأخرة لن تعفي إسرائيل من مسؤولياتها القانونية والإنسانية.
وختم بيومي حديثه بالتأكيد على أن مصر ستظل طرفاً محورياً في معادلة السلام بالمنطقة، وأن الدبلوماسية المصرية قادرة على مواجهة الأكاذيب السياسية بالمنطق والحكمة والعمل المتواصل.