جمال بيومي: استضافة مصر لـ «قمة العشرين» تتويج لمسار طويل دبلوماسي |فيديو

أكد السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن انعقاد قمة مجموعة العشرين في القاهرة يمثل حدثاً تاريخياً يعكس المكانة السياسية لمصر ودورها الفاعل في المنطقة والعالم، موضحًا أن هذه الاستضافة لم تأت من فراغ، بل جاءت بعد مسار طويل من الحضور المصري في القمم السابقة كضيف، وصولاً إلى نيل شرف الاستضافة، بما يعبر عن تقدير المجتمع الدولي لمكانة القاهرة.

قمة العشرين في القاهرة

بيّن "بيومي"، في مداخلة هاتفية مؤثرة عبر برنامج اليوم على شاشة قناة دي إم سي، أن هذه المرة تختلف عن المشاركات السابقة لمصر في قمم العشرين؛ حيث تستضيف القاهرة القمة على أرضها، وهو ما يُعد تكريماً كبيراً لمكانة الدولة المصرية، التي تتمتع بعلاقات قوية ومتميزة مع المحيط العربي والأفريقي والأوروبي، فضًلا عن أن مصر تمثل جسراً للتواصل بين كتل إقليمية مؤثرة، الأمر الذي يفسر اختيارها لتكون مركزاً لانعقاد هذا الحدث الدولي البارز.

وأضاف أن القمة لا تحمل أبعاداً سياسية فقط، بل تمثل مكسباً استراتيجياً لمصر من زوايا متعددة، خاصة مع ما تشهده المنطقة والعالم من صراعات مسلحة وأزمات اقتصادية وجيوسياسية معقدة، من أوكرانيا إلى غزة مروراً بالتوترات في الشرق الأوسط.

مأساة غزة على طاولة القمة

ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن انعقاد القمة في القاهرة يأتي في وقت حساس للغاية، حيث يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من ظروف إنسانية كارثية، أبرزها الحصار الخانق والمجاعة وانعدام المياه النظيفة للأطفال، مؤكدًا أن مصر لعبت دوراً محورياً في تسليط الضوء على هذه الأزمة، باستضافة الأمين العام للأمم المتحدة أكثر من مرة على معبر رفح، إضافة إلى حضور قادة وزعماء عالميين إلى الحدود المصرية لمعاينة الكارثة الإنسانية.

وشدد على أن استمرار الوضع في غزة يمثل جريمة إنسانية كبرى، وأن استخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين يفتقد لأبسط قواعد القانون الدولي، معتبرًا أن القمة ستصدر بيانات تدعو لوقف المجاعة ووقف قتل الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء.

إسرائيل تتجاهل القرارات الدولية 

أكد جمال بيومي أن إسرائيل، منذ نشأتها عام 1948، لم تلتزم بأي من القرارات الدولية الصادرة بشأن القضية الفلسطينية، موضحًا أن قرار تقسيم فلسطين لم يُنفذ كما نصت الأمم المتحدة، وأن معاهدة أوسلو التي وُقعت برعاية دولية تم التنصل منها من جانب إسرائيل بشكل واضح، حتى أن بعض قادتها أعلنوا صراحة رفضهم الاعتراف بالاتفاقيات الموقعة.

وأضاف أن هذه الممارسات تُظهر غياب أي التزام بالقانون الدولي، وهو ما يجعل الرهان على الاستجابة الفعلية من الجانب الإسرائيلي ضعيفاً. ومع ذلك، منوهًا إلى أن استمرار الضغط الدولي وتكرار الرسائل الداعية لوقف الانتهاكات يبقى أمراً مهماً، حتى لو لم تتحقق الاستجابة الفورية.

الاعتبار للحقوق الفلسطينية

أكد جمال بيومي أن استضافة مصر للقمة تضعها في قلب المشهد الدولي، وتجعلها منصة مؤثرة لطرح معاناة الشعب الفلسطيني أمام قادة العالم، مردفًا أن المجتمع الدولي بات مطالباً بتحمل مسؤولياته الإنسانية والقانونية تجاه ما يحدث في غزة، إذ أن مصر ستواصل دورها التاريخي في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية وحماية الاستقرار الإقليمي.

وختم جمال بيومي بالقول إن انعقاد قمة العشرين في القاهرة ليس مجرد حدث بروتوكولي، بل هو اختبار حقيقي لمدى قدرة المجتمع الدولي على التحرك الجاد من أجل تحقيق العدالة، ووقف معاناة المدنيين، وإيجاد حلول سلمية عادلة تحفظ كرامة الشعوب.