ما أسباب مرض القولون العصبي وكيف يُمكنني علاجه؟

مرض القولون العصبي أو متلازمة القولون العصبي أو حتى كما يُسمى متلازمة القولون المتهيج، هو أحد الأمراض التي يُعاني منها الكثيرين ممن حولنا، سواء من الأهل أو الأصدقاء أو المعارف، وهو واحد من الأمراض المؤلمة.
وفي التقرير التالي، يُحاول نيوز روم، شرح كافة تفاصيل مرض القولون العصبي وأهم أسبابه، وما هي أعراض القولون العصبي، وطرق علاجه.
ما هو مرض القولون العصبي أو متلازمة القولون العصبي؟
في البداية وقبل الحديث عن مرض القولون العصبي، أو الحديث عن أعراضه وطرق علاجه، ينبغي علينا أولًا، أن نتحدث عن ماهية المرض وكيف يُعرفه الأطباء والمختصون.
مرض القولون العصبي أو متلازمة القولون العصبي، هو أحد الأمراض المزمنة والشائعة، والتي تُصيب الأمعاء الغليظة في جسم الإنسان المريض، مما يُسبب له بعض الانتفاخات والتقلصات في المعدة، الأمر الذي يؤدي إلى تغير في نمط حركة تجويف الأمعاء.
وللآسف الشديد، يُمكن أن يؤثر مرض القولون العصبي على أي شخص وفي أي عمر، حتى أنه يمكن أن تختلف الأعراض من مريض إلى آخر، لكنها تندرج جميعا تحت اضطرابات أو أمراض الجهاز الهضمي، بسبب الخلل الذي تسببه في حركة التجويف المعوي وفي النمو الخاص بها، دون أي سبب واضح أو أي آثر لوجود ذلك.

وعلى الرغم من أن مرض القولون العصبي لا يسبب تلفا في الأمعاء الخاصة بالمريض أو يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة، إلا أنه قد يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض، خاصة مع تميزه بحدوث الأعراض المزمنة والمتكررة التي تتعلق بالجهاز الهضمي وبالاضطرابات فيه.
أسباب مرض القولون العصبي
حتى الآن لم يُحدد الأطباء والباحثون سببا واضحا ظاهرا للإصابة بـ مرض القولون العصبي، أو متلازمة القولون العصبي، إلا أن العلماء رغم عدم وضعهم للأسباب الدقيقة للإصابة، وضعوا بعض الأسباب التي يُعتقد أنها تؤثر على الشخص وتسبب اضطرابات القولون العصبي وتهييجه
ومن أهم عوامل الإصابة بمرض القولون العصبي ما يلي:
- حساسية القولون تجاه بعض الأطعمة أو التوتر.
- خلل في التواصل بين الدماغ والأمعاء، من خلال الخلل في الإشارات العصبية
- تغيرات في ميكروبيوم الأمعاء، أو الفرط في نمو البكتيريا المعوية الدقيقة، بحيث تكون هناك زيادة أو بعض التغيير في نوعها
- اضطرابات في حركة الأمعاء، أو الوراثة، أو حتى بعد الإصابة بعدوى شديدة مثل السالمونيلا أو الفيروسات
كما أنه يجب ألا نغفل أن هناك بعض العوامل المحفزة، التي قد تسبب الإصابة بمرض القولون العصبي، وأهمها الضغط النفسي والتوتر والاكتئاب والقلق.
وأيضًا بعض الأطعمة، مثل الأطعمة المقلية، أو الدهنية، أو الحارة، أو منتجات الألبان، بل حتى الهرمونات نفسها ممكن أن تكون سببا، حيث أن الأعراض قد تكون أكثر شدة عند النساء خلال فترة الدورة الشهرية.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض القولون العصبي
بالتأكيد يظل الأشخاص من بين فترة المراهقة وحتى سن الأربعينيات، هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القولون العصبي، وكذلك من لديه تاريخ عائلي مع المرض، وكذلك بالنسبة للنساء يكون الأمر أكثر عرضة، بخلاف المشاكل النفسية والاضطرابات والاكتئاب التي تحدثنا عنها وكذلك الانفصام والعنف الأسري.

أعراض مرض القولون العصبي
يُمكن اكتشاف مرض القولون العصبي أو زيارة الطبيب للفحص والتأكد منه، حال وجود أو الشعور بعدة أعراض، أهمها:
- التقلصات في البطن والآلام المستمرة والتي تكون مرتبطة غالبا بحركات الأمعاء والتغيرات في نمط هذه الحركات بسبب الاضطرابات في الجهاز الهضمي والأعماء كما ذكرنا.
- فقدان الشهية والشعور بالتخمة
- وجود غازات في البطن
- الشعور بالإسهال أو الإمساك أو كلاهما
- وجود مخاط أبيض في البراز
مضاعفات مرض القولون العصبي وكيف يُمكن تشخيصه
عند الشعور ببعض الأعراض التي ذكرناها سابقًا -والتي تتشابه مع أعراض بعض الأمراض الأخرى- يجب التوجه للطبيب مباشرة للفحص السريري لمعرفة مدى الإصابة بمرض القولون العصبي.
وغير الفحص السريري، يُمكن اكتشاف مرض القولون العصبي من خلال التاريخ الطبي أو التاريخ العائلي الوراثي، كما يمكن اكتشافه من خلال تحليل الدم والبراز، وحتى يمكن اكتشافه من خلال اختبار تنفس الهيدروجين للتحقق من فرط نمو البكتيريا المعوية أو من خلال الأشعة المقطعية أو السينية أو حتى منظار القولون.

ويجب بكل تأكيد اللجوء للطبيب فورا حال التعرض لبعض الأعراض، وذلك من أجل اكتشاف المرض مبكرًا، حتى لا تحدث بعض المضاعفات الخاصة بالمرض، وذلك مثل البواسير بسبب كثرة الإسهال أو الإمساك، أو انخفاض سوء التغذية.
ويجب وبشدة زيارة الطبيب دون تراخي عند وجود أعراض خطيرة، مثل الإسهال الدموي أو النزيف، أو فقدان الوزن أو النزيف في المستقيم أو التورم في البطن أو شحوب الجلد، وفي حالة ضيق التنفس ووجود خفقان ملحوظ في دقات القلب.
علاج القولون العصبي
ذكرنا في الأعلى أنه لا يوجد سبب واضح وظاهر حتى الآن للإصابة بمرض القولون العصبي، لذلك لا يوجد علاج للقضاء على المرض، وإنما مجموعة من الأدوية للتخفيف من حدة الأعراض وللتحكم فيها، وذلك مثل:
مكملات الألياف ومضادات الاكتئاب والتوتر ومضادات تقلصت البطن وأدوية الإسهال والإمساك والمضادات الحيوية.

الوقاية من مرض القولون العصبي
ولا شك أن الأهم من العلاج هو الوقاية، لذلك يجب علينا معرفة الأمور والعوامل التي تهيج القولون العصبي ونتجنبها، وذلك من خلال تجنب الأطعمة والمشروبات التي تهيج القولون وخاصة الكافيين والشاي ومشروبات الطاقة والسكريات.
كما ينبغي تجنب أطعمة الكربوهيدرات التي يكون من الصعب هضمها، والأطعمة مرتفعة الدهون واللبان والمحليات الصناعية والأطعمة التي تزيد من الغازات مثل الكرنب والقرنبيط والبروكلي والملفوف.
وإجمالًا يجب على الأشخاص ممارسة الأنشطة البدنية للتقليل من التوتر، وتحفيز الانقباضات الطبيعية للأمعاء، وتناول الألياف لتقليل الإمساك، وذلك من خلال الألياف القابلة للذوبان مثل الفواكه والشوفان، وهناك الألياف غير القابلة للذوبان والتي تكون في منتجات الحبوب والخضروات، ولا يجب أن ننسى أنه يجب الإقلاع عن التدخين.