شريهان أبو الحسن: الحب ليس نقيض الغيرة بل يحمل جانبًا من التملك الطبيعي

في إطار سعي الإعلام المصري لتقديم محتوى هادف يمس الأسرة والمجتمع، سلطت الإعلامية شريهان أبو الحسن الضوء على واحدة من القضايا الإنسانية والنفسية التي تشغل الكثيرين، وهي الفرق بين الحب وحب التملك، وذلك خلال تقديمها لإحدى حلقات برنامج "ست ستات" المذاع على قناة DMC.
قالت شريهان أبو الحسن إن "الفرق بين الحب وحب التملك يشبه الفرق بين النور والنار، وبين الشمس والقمر"، مؤكدة أن اللغة نفسها تعطينا مفتاحًا لفهم المعنى حين نعرف الشيء بضده ،وأضافت أن الغيرة هي الوجه المقابل للامبالاة، بينما حب التملك يقابله الإيثار، أي تفضيل الغير على النفس.
الحب بين الغيرة والإيثار
أوضحت الإعلامية أن الغيرة ليست ضد الحب كما يعتقد البعض، بل إن الحب في ذاته يحمل درجة معينة من الغيرة والتملك، فالشخص المحب يشعر أن من يحبه يخصه ويرغب في الحفاظ عليه ، لكن الأمر يصبح صحيًا ومقبولًا طالما بقي في الحدود الطبيعية ولم يسبب ضيقًا للطرف الآخر.
وأكدت أن "المشاعر حين تكون متبادلة ومفهومة بين الطرفين، وتُرى على أنها طبيعية، فإنها لا تمثل أي مشكلة"، لافتة إلى أن الغيرة المقبولة تعبر عن اهتمام وارتباط، أما الغيرة المفرطة وحب التملك القهري فقد يتحولان إلى قيود خانقة.
متى يتحول الحب إلى قيد؟
وحذرت شريهان من أن المشكلة تبدأ عندما يبالغ أحد الطرفين في فرض سيطرته، الأمر الذي يؤدي إلى شعور الطرف الآخر بالاختناق والضيق، وهو ما ينعكس سلبًا على العلاقة هن، وأضافت أن "أي رجل أو امرأة يرغب في أن يشعر بأن من يحبه ينتمي إليه وحده"، لكن هذا الشعور يجب ألا يتحول إلى تسلط أو تقليل من شأن الشريك.
وبحسب ما عرضته الإعلامية، فإن الحب الناضج لا يلغي شخصية الطرف الآخر، بل يحترم مساحته الخاصة ويوازن بين الرغبة في القرب والحرية الشخصية ، ومن هنا يصبح التفريق بين الغيرة الطبيعية وحب التملك المرضي أمرًا جوهريًا لنجاح أي علاقة عاطفية أو أسرية.
ست ستات وقضايا المرأة
برنامج "ست ستات" الذي يعرض على شاشة DMC يعد واحدًا من البرامج الاجتماعية التي استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا مميزًا لدى المشاهدين، حيث يعتمد على أسلوب الحوار المباشر بين مجموعة من الإعلاميات اللاتي يتناولن القضايا من زوايا متعددة، بما يعكس التنوع في الرؤى والخبرات.
تقدم البرنامج ست مذيعات هن: سالي شاهين، نهى عبد العزيز، شريهان أبو الحسن، آية جمال الدين، جاسمين طه زكي، وسناء منصور، حيث تتناوب كل منهن تقديم حلقات منفردة على مدار الأسبوع، فيما يجتمعن جميعًا في حلقة يوم الجمعة لمناقشة موضوع رئيسي من وجهات نظر مختلفة.
محتوى متنوع للأسرة المصرية
لا يقتصر دور "ست ستات" على القضايا العاطفية أو الاجتماعية فقط، بل يذهب أبعد من ذلك إلى قضايا المرأة والأسرة والمجتمع، حيث يناقش مشكلات الشارع المصري ويقدم موضوعات تهم مختلف الفئات العمرية.
يتناول البرنامج قضايا مثل التربية، الصحة النفسية، العلاقات الزوجية، التوازن بين العمل والحياة، والتحديات اليومية التي تواجه الأسرة المصرية ، كما يقدم فقرات ترفيهية وثقافية تضيف تنوعًا للمحتوى وتجذب جمهورًا واسعًا من المشاهدين.
ويُنظر إلى "ست ستات" على أنه منصة إعلامية نسائية ذات تأثير، ليس فقط لأنه يجمع ست مذيعات في برنامج واحد، بل لأنه يفتح مساحات للنقاش حول قضايا تمس كل بيت مصري، ما يجعله جزءًا من الحوار المجتمعي الدائم حول التغيير والوعي الاجتماعي.
إعلام يعكس التحديات والاهتمامات
من خلال هذا التنوع، يعكس البرنامج التحديات التي يواجهها المجتمع، سواء على مستوى العلاقات الإنسانية أو في قضايا أوسع تتعلق بالمرأة والأسرة ، وهذا ما يجعل تصريحات الإعلاميات، مثل ما طرحته شريهان أبو الحسن حول الفروق بين الحب وحب التملك، أكثر عمقًا وتأثيرًا، لأنها ترتبط بواقع ملموس يعيشه الناس.
الحديث عن هذه الفروق ليس مجرد تنظير، بل هو دعوة للتفكير في أسلوب إدارة العلاقات الشخصية داخل الأسرة والمجتمع ، فالحب إذا تجاوز حدوده الطبيعية قد يتحول إلى معاناة، بينما إذا ظل في إطار التوازن والاحترام المتبادل يصبح طاقة إيجابية تبني ولا تهدم.