غيبوبة نقص السكر.. القاتل الصامت الذي يهدد مرضى السكري والأصحاء

تعد غيبوبة نقص السكر من أخطر الحالات الصحية المفاجئة التي قد يتعرض لها الإنسان، سواء كان مصابًا بمرض السكري أو غير مصاب، وهو ما أكد عليه الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بكلية طب القصر العيني، موضحًا أن هذه الغيبوبة قد تكون قاتلة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة ووعي.
ورغم أن الكثيرين يربطون الإصابة بهذه الحالة بمرضى السكري فقط، إلا أن الدراسات الطبية أثبتت أنها قد تحدث لأشخاص أصحاء أيضًا نتيجة انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم بشكل حاد، ما يشكل تهديدًا مباشرًا على المخ الذي يعتمد على السكر كمصدر أساسي للطاقة.
ما هي غيبوبة نقص السكر؟
يشير الأطباء إلى أن غيبوبة السكر لا تقتصر على صورة واحدة فقط، بل تتعدد لتشمل خمسة أنواع رئيسية، يعتبر أخطرها وأكثرها شيوعًا غيبوبة نقص السكر في المخ، نظرًا لكون الدماغ يستهلك كميات كبيرة من الجلوكوز بشكل مستمر لتسيير وظائفه الحيوية.
وعندما ينخفض مستوى السكر بشكل كبير ومفاجئ، يفقد المخ قدرته على أداء وظائفه الحيوية، ما ينعكس على المريض بأعراض حادة قد تبدأ بدوخة وارتباك شديدين، ثم فقدان تدريجي للوعي قد يصل إلى الغيبوبة الكاملة.
أعراض نقص السكر الخطيرة
من أبرز الأعراض التحذيرية التي تسبق الدخول في غيبوبة نقص السكر:
زيادة ضربات القلب بشكل مفاجئ.
التعرق الغزير حتى في أجواء معتدلة.
الشعور بجوع شديد لا يمكن السيطرة عليه.
ضعف عام وهزلان وفقدان التركيز.
دوخة واضطراب في الرؤية.
ويوضح الأطباء أن هذه الأعراض تُعد إنذارًا مبكرًا يجب التعامل معه بسرعة، حيث أن تجاهلها قد يؤدي إلى فقدان الوعي الكامل خلال دقائق معدودة.
نصائح للوقاية والإنقاذ
شدد الدكتور حسام موافي على ضرورة أن يكون مرضى السكري، وكذلك أصحاب الأمراض المزمنة الأخرى، أكثر وعيًا بهذه الأعراض، مؤكدًا أهمية حمل مواد تحتوي على نسبة سكر مرتفعة بشكل دائم مثل قطع الشوكولاتة أو عصائر محلاة أو أقراص جلوكوز، وذلك لاستخدامها بشكل فوري عند الشعور بالدوخة أو الضعف.
كما نصح الأطباء بعدم ترك المريض بمفرده في حال ظهرت عليه علامات انخفاض السكر، بل يجب مساعدته على تناول مصدر سريع للجلوكوز، أو نقله فورًا إلى المستشفى إذا فقد الوعي.
مخاطر تجاهل العلاج
إن إهمال التعامل السريع مع نقص السكر لا يقتصر على فقدان الوعي فقط، بل قد يتسبب في مضاعفات خطيرة مثل:
تلف خلايا المخ نتيجة نقص الطاقة.
السكتة الدماغية.
توقف عضلة القلب.
الوفاة في الحالات الشديدة.
ويشير خبراء الصحة إلى أن خطورة هذه الغيبوبة تكمن في سرعتها، إذ قد تتطور من مرحلة الأعراض الأولية إلى فقدان الوعي الكامل خلال دقائق، ما يجعل التدخل السريع هو خط الدفاع الأول للحفاظ على حياة المريض.
الوعي المجتمعي ضرورة
أكد مختصون أن رفع مستوى الوعي المجتمعي بخصوص غيبوبة نقص السكر يعد عاملًا حاسمًا في إنقاذ الأرواح، حيث يمكن لأي شخص أن يواجه حالة طارئة في محيطه سواء في مكان العمل أو المواصلات أو حتى داخل المنزل، وبالتالي فإن التعرف على الأعراض والتصرف السريع يسهم في تقليل نسب الوفيات بشكل ملحوظ.
كما شدد الأطباء على ضرورة متابعة مرضى السكري بانتظام مع الطبيب المختص، وضبط جرعات الأنسولين أو أدوية تنظيم السكر، وتجنب الإفراط في تناول الأدوية دون استشارة، إضافة إلى الالتزام بنظام غذائي متوازن يحافظ على استقرار مستويات الجلوكوز في الدم.