أعمال ثلث الليل الأخير.. هذه العبادة العظيمة مخصوصة لأهل الجنة اغتنمها الآن

يغفل الكثيرون عن أعمال وطاعات ثلث الليل الأخير، حيث جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، يَقُولُ: «مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟».
التسبيح .. عبادة أهل الجنة في الجنة
ومما جاء في فضل التسبيح أنه عبادة أهل الجنة في الجنة، قال الله عز وجل: بشأن تسبيح أهل الجنة لمن أدخلهم الجنة وهو الله عز وجل (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وروى الإمام مسلم في صحيحه عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(يأكل أهل الجنة فيها، ويشربون ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا يبولون ولكن طعامهم ذلك جشاء كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد، كما تلهمون النفس وفي رواية ويلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس).
يقول الدكتور عطية لاشين الأستاذ بجامعة الأزهر أنه يستفاد من التشبيه وهو قوله صلى الله عليه وسلم:(ويلهمون التسبيح.. كما تلهمون النفس) أمران:
الأول: إن تسبيحهم الله في الجنة بفضل الله، وتوفيق الله لهم وبإلهام الله لهم ذلك.
الثاني: إن تسبيحهم الله في الجنة ضروري ولازم لزوم النفس للإنسان لا ستمرار الحياة فلن يطيب العيش في الجنة إلا بتسببح الله وتحميده وتكبيره.
ثالثًا: هناك سور في القرآن تسمى المسبحات لأنها ابتدات بتسبيح ما في السماوات وما في الأرض لله عز وجل وهذه السور هي :
- سورة الحديد وبدايتها: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)).
- سورة الحشر وبدايتها: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)).
- سورة الصف وبدايتها: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
- سورة الجمعة وبدايتها: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).
- سورة التغابن وبدايتها: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
وشدد على أن عدد السور التي ابتدأت بالتسبيح خمس منها ثلاث بالماضي (سبح) وهي الحديد والحشر والصف واثنتان بالمضارع وهي الجمعة والتغابن، والمعنى المستفاد من هذا أن الكل سواء كان ملكًا او إنسانًا أو حيوانًا او نباتًا او جمادًا سبح لله في الماضي ولا يزال تسبيحهم قائمًا إلى الآن وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وحتى في الدار الآخرة لايزال التسبيح عبادة أهل الجنة وهم في الجنة.