عاجل

"التحطيب.. فن قتال تحول إلى رقصة مصرية" ... فما هو التحطيب بعد ظهوره في مسلسل "عايشة الدور".

مسلسل عايشة الدور
مسلسل عايشة الدور

في مسلسل عايشة الدور الذي يعرض حالياً في الموسم الرمضاني، خطف  الفنان نور محمود الأنظار بدور "الدكتور حازم"، عندما ارتدى الجلباب الصعيدي وأمسك العصا ليؤدي مشهد التحطيب ببراعة.

ولم يكن هذا المشهد مجرد تمثيل، بل هو انعكاس لتراث مصري أصيل يمتد لآلاف السنين، حيث يجمع التحطيب بين القوة والمهارة في استعراض فريد يجسد روح الفروسية والمروءة.
وتعرض "نيوز رووم" بعد المعلومات عن تاريخ التحطيب.

من معسكرات الجيش إلى ساحات الرقص

التحطيب ليس مجرد رقصة، بل هو فن قتالي نشأ منذ العصور المصرية القديمة، حيث كان جزء أساسي من تدريب الجنود إلى جانب المصارعة والرماية، وقد ظهرت أقدم النقوش التي توثق هذا الفن في مقابر أبو صير خلال عصر الأسرة الخامسة (حوالي 2500 ق.م)، حيث صور المصريون القدماء مشاهد لمحاربين يتدربون باستخدام العصي. 
وكما كشفت نقوش مقابر بني حسن (1900-1700 ق.م) وتل العمارنة (1350 ق.م) عن ممارسة التحطيب بشكل واسع بين الجنود والفلاحين، مما يدل على انتشاره في المجتمع المصري القديم.

وخلال الدولة الحديثة، لم يقتصر التحطيب على الأغراض العسكرية، بل أصبح جزء من الاحتفالات والمناسبات، كما يتضح من نقوش معابد الأقصر وسقارة، وفي الفترات المسيحية المبكرة، كان يُمارس كفن شعبي في الأعراس والتجمعات الاجتماعية، حيث يعبر عن الفروسية والقوة في أجواء احتفالية مبهجة.

ما هي أدوات التحطيب وتطوره عبر الزمن؟

في بداياته، لم تكن العصي الخشبية تُستخدم في التحطيب، بل اعتمد المصريون على لفافات البردي الكبيرة لتجنب الإصابات، ومع الوقت، تطور التحطيب ليُختزل من استخدام لفافتين إلى واحدة، ثم تحولت اللفافة إلى عصا خشبية تُستخدم بمهارة عالية في المبارزات والرقصات القتالية.

واليوم،  أصبح يمارس التحطيب بشكل رئيسي في صعيد مصر، خاصة في أسوان والأقصر وقنا، ويتم تنظيم عروض سياحية ومهرجانات شعبية لإحياء هذا الفن العريق،  كما تم الاعتراف به من قبل منظمة اليونسكو كجزء من التراث الثقافي غير المادي لمصر، وذلك يعكس أهميته التاريخية والفنية.


التحطيب في العصر الحديث

رغم تطور الزمن، لا يزال التحطيب يحتفظ بمكانته كفن استعراضي يعكس القيم النبيلة، حيث يعتمد على مهارات حركية دقيقة وتنسيق بين الأداء الفردي والجماعي،  ويعتبر اليوم مزيج فريد من القتال والفلكلور، ويجمع بين التاريخ المصري القديم وروح الاحتفالات الشعبية.

ومن معسكرات المحاربين في العصور القديمة إلى ساحات الأفراح والمهرجانات، ويظل التحطيب شاهد على أصالة التراث المصري، ومتجسد في كل ضربة عصا تحمل بين طياتها قصة من الشجاعة والتقاليد الراسخة.

تم نسخ الرابط