راشيل كرم : لبنان معادلة معقدة تتعلق بإيران وأذرعها فى المنطقة (فيديو)

أكدت الباحثة السياسية راشيل كرم، أن التطورات الأخيرة في لبنان لا يمكن فصلها عن المفاوضات المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران، موضحة أن هذه المفاوضات تشمل ثلاثة ملفات رئيسية: البرنامج النووي الإيراني، الصواريخ طويلة المدى، وأذرع إيران في المنطقة، وعلى رأسها حزب الله.

إسرائيل وجس النبض

وأوضحت كرم، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية آية لطفي في برنامج "ملف اليوم" المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية", أن الأوضاع في لبنان، إلى جانب التصعيد في اليمن وغزة والتوترات على الحدود اللبنانية-السورية، كلها تمثل أجزاء من هذه المعادلة الإقليمية المعقدة. 

وأضافت كرم،  أن حزب الله يخضع في الوقت الحالي لرقابة مشددة على العديد من معابره الحدودية، باستثناء بعض النقاط في منطقة البقاع، التي تُعد ذات أهمية استراتيجية، إذ تمثل حلقة وصل بين لبنان والساحل السوري.

استراتيجية إسرائيل

وفيما يتعلق بالتصعيد الأخير على الجبهة اللبنانية، أشارت كرم، إلى أن إسرائيل، رغم قدراتها العسكرية المتقدمة والدعم الأمريكي الواسع الذي تحظى به، لا تسعى في الوقت الراهن إلى إشعال حرب شاملة، لكنها تعتمد على ما وصفته باستراتيجية "جس النبض"، موضحة  أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة كانت بمثابة رسالة تحذيرية بأن أي تصعيد إضافي من قبل حزب الله أو إيران قد يجر المنطقة إلى مواجهة أوسع نطاقًا.

وأضافت  الباحثة السياسية راشيل كرم،  أن الصواريخ التي أُطلقت مؤخرًا من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل كانت بدائية الصنع، وهو ما يقلل من احتمالية وقوف حزب الله وراءها، مرجحةً أن تكون تلك الصواريخ أُطلقت من قبل جهات تخدم مصالح إسرائيلية بهدف تبرير هجمات تل أبيب على لبنان وتصعيد الموقف لصالحها.

الضغوط الأمريكية والإسرائيلية 

وتابعت كرم، بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تمارسان ضغوطًا كبيرة على إيران في محاولة لفرض شروط صارمة عليها، من بينها تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، وسحب سلاح حزب الله والفصائل المسلحة الأخرى، مشيرة  إلى أن هذه المطالب تشكل جزءًا من خطة أوسع تهدف إلى تقليص تأثير إيران في ساحات متعددة، مثل لبنان، اليمن، غزة، وحتى العراق، الذي يشهد بدوره محاولات لتقييد دور الميليشيات الموالية لطهران.

وأكدت كرم،  أن المفاوضات الأمريكية-الإيرانية لم تحرز تقدمًا كبيرًا حتى الآن، وهو ما يزيد من احتمالية التصعيد العسكري في حال لم تمتثل إيران للمطالب الغربية والإسرائيلية. وفي هذا السياق، حذرت من أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولات كبيرة على الأرض، خاصة إذا استمرت إيران وأذرعها في المنطقة في تحدي الضغوط الدولية والإقليمية.

توازن هش للتصعيد

واختتمت الباحثة السياسية حديثها بالتأكيد على أن الوضع في لبنان والمنطقة بأكملها يظل شديد الهشاشة، حيث يترقب الجميع ما ستؤول إليه المفاوضات بين واشنطن وطهران، مؤكدة أن أي تعثر في هذه المفاوضات قد يدفع المنطقة إلى تصعيد عسكري جديد، مشيرة إلى أن إسرائيل قد تصعّد هجماتها في لبنان وسوريا، بينما قد تسعى إيران إلى الرد عبر وكلائها في المنطقة، ما يهدد بانفجار شامل قد يمتد إلى عدة جبهات.