محمود علوش: قضية إمام أوغلو تزيد من الضغوط على أردوغان (فيديو)

أكد المحلل السياسي محمود علوش، أن المشهد السياسي في تركيا يشهد تصعيدًا غير مسبوق نتيجة التوترات المتزايدة بين الرئيس رجب طيب أردوغان ومعارضيه، مشيرًا إلى أن الحكم الصادر بحق أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، أثار حالة من الغضب في صفوف المعارضة التركية، التي اعتبرت القرار بمثابة ضربة سياسية تهدف إلى تهميش أحد أبرز خصوم أردوغان.
وأوضح علوش، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، في برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد", أن المحكمة التركية رفضت اتهام إمام أوغلو بدعم الإرهاب، لكنها لم تبرئه من قضايا أخرى، ما أدى إلى تعقيد الأزمة، وترك الباب مفتوحًا أمام احتمالات متعددة قد تعيد تشكيل موازين القوى السياسية في تركيا خلال الفترة المقبلة.
عقبة أمام أردوغان
وأشار علوش، إلى أن إمام أوغلو، الذي يُعتبر من أبرز الشخصيات المعارضة في تركيا ومرشحًا قويًا للانتخابات الرئاسية المقبلة، يشكل تهديدًا سياسيًا حقيقيًا لأردوغان، خاصة أنه ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، الذي يُعد الخصم التقليدي لحزب العدالة والتنمية الحاكم، مؤكدا أن أي تغييرات في مسار قضية إمام أوغلو قد تؤدي إلى تداعيات سلبية على المشهد السياسي، وقد تزيد من حالة الغليان الشعبي في الشارع التركي.
تسريبات تزيد الأزمة
وأضاف المحلل السياسي، أن هناك تسريبات صدرت من داخل حزب الشعب الجمهوري نفسه تتضمن معلومات تدين إمام أوغلو وتتهمه بإساءة إدارة بلدية إسطنبول، وهو ما يعمّق الأزمة داخل المعارضة ويزيد الانقسامات بين صفوفها، مضيفا أن هذه التسريبات قد تؤدي إلى إضعاف موقف إمام أوغلو سياسيًا وتضع المعارضة أمام تحديات جديدة قد تعرقل قدرتها على التصدي لأردوغان في الانتخابات المقبلة.
تأثيرات اقتصادية وسياسية
ونوّه علوش، إلى أن التوتر السياسي في تركيا يأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد التركي من أزمات متفاقمة، من بينها تراجع قيمة الليرة التركية وارتفاع معدلات التضخم، مما يزيد من معاناة المواطن التركي ويضاعف من الضغوط على الحكومة، مشيرا إلى أن المعارضة السورية المتواجدة في تركيا قد تستغل حالة الفوضى والمظاهرات للمطالبة بإطلاق سراح إمام أوغلو، ما قد يفتح جبهة جديدة من الأزمات لأردوغان.

الانتخابات المبكرة
وفي ختام حديثه، أكد محمود علوش، أن أردوغان قد يجد نفسه مضطرًا إلى اتخاذ خطوات استباقية لمواجهة الأزمة السياسية المتصاعدة، من بينها الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة أو السعي إلى تعديل الدستور، مما يتيح له الترشح لولاية رئاسية جديدة، مشيرا إلى أن تركيا تقف حاليًا أمام مفترق طرق حساس، حيث قد يؤدي استمرار التصعيد السياسي إلى مشهد أكثر تعقيدًا، يُنذر بزعزعة استقرار البلاد على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ما لم يتم التوصل إلى حلول تهدئ من حدة التوتر وتعيد التوازن إلى الحياة السياسية التركية.