محمد عبود يحذر: مفاعل ديمونا المتهالك قنبلة موقوتة تهدد المنطقة بكارثة نووية

أطلق الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس تحذيرات قوية بشأن مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل، مؤكدًا أن منشآته تعاني من التهالك وقد تشكل تهديدًا وجوديًا للمنطقة بأكملها في حال تعرضها لأي استهداف صاروخي، موضحًا أن أي تسرب إشعاعي محتمل سيحوّل الشرق الأوسط إلى بؤرة كارثية، تتجاوز تداعياتها حدود إسرائيل لتطال دولًا عربية عدة.
وخلال مداخلة هاتفية عبر برنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، كشف محمد عبود أن إسرائيل تضلل المجتمع الدولي والرأي العام بزعم أن المفاعل ليس سوى "مصنع نسيج"، في حين أنه مفاعل نووي متكامل يتم استغلاله ضمن سياسات الردع والابتزاز الاستراتيجي.
الابتزاز النووي الإسرائيلي
وأكد محمد عبود أن الوقت قد حان لتكاتف المجتمع الدولي من أجل وضع حد لاحتكار إسرائيل للسلاح النووي، مشددًا على ضرورة الدفع نحو إخلاء المنطقة بالكامل من التهديدات النووية التي تستغلها تل أبيب كورقة ضغط على جيرانها، لا سيما أن استمرار الغموض النووي الإسرائيلي يشكل معضلة تهدد الأمن الإقليمي والدولي، خاصة في ظل غياب أي رقابة أو التزام باتفاقيات منع الانتشار النووي.
وأشار "عبود" إلى أن إسرائيل تعيش منذ السابع من أكتوبر حالة من الارتباك والخوف، انعكست في خطابها السياسي والعسكري، معتبرًا أن إبراز صور مفاعل ديمونا جاء ضمن محاولات الردع النفسي لإظهار القوة، على الرغم من هشاشة الوضع الداخلي الإسرائيلي.
احتمالات سباق نووي إقليمي
ولفت إلى أن استمرار إسرائيل في احتكار السلاح النووي قد يدفع بعض الدول المجاورة إلى البحث عن بدائل ردع نووية خاصة بها، مؤكدًا أن هذا السيناريو سيقود إلى سباق تسلح نووي خطير في منطقة شديدة التوتر أصلًا، فضًلا عن أن غياب العدالة في موازين القوى النووية يخلق حالة من الإحباط الاستراتيجي لدى دول عدة، ما قد يفتح الباب أمام سياسات جديدة تهدد الاستقرار الإقليمي.
وأوضح محمد عبود أن امتلاك إسرائيل لمفاعل نووي سري بعيدًا عن أي التزامات دولية يضع المنطقة أمام خطر مزدوج: الأول مرتبط بالابتزاز السياسي والعسكري، والثاني يتعلق بالكوارث المحتملة حال وقوع أي حادث أو استهداف مباشر للمفاعل.
الأسرى الإسرائيليين وغزة
وفي جانب آخر من حديثه، تطرق محمد عبود إلى ملف الأسرى الإسرائيليين، محذرًا من أن مصيرهم بات في خطر شديد مع استمرار العمليات العسكرية، إذ أن ما يجري التخطيط له حاليًا يتمثل في حصار خانق على قطاع غزة، يهدف بالأساس إلى فرض صفقة جديدة تتعلق بمصير الأسرى مقابل إحكام السيطرة على ما تبقى من القطاع.
وأكد محمد عبود أن هذه السياسات لا تنفصل عن محاولات إسرائيل تكريس سياسة الأمر الواقع وفرض شروطها على المجتمع الدولي، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني يواجه محنة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، بينما تحاول تل أبيب استغلال ورقة الأسرى لتعزيز موقفها التفاوضي.

دعوة لتحرك دولي عاجل
واختتم محمد عبود تصريحاته بدعوة المجتمع الدولي إلى تحرك جاد يضمن نزع فتيل التهديد النووي الإسرائيلي، مؤكدًا أن استمرار الصمت حيال مفاعل ديمونا المتهالك قد يقود إلى كارثة لا تحمد عقباها، مشددًا على أن المنطقة لا تحتمل المزيد من التصعيد، وأن العالم مطالب بفرض رقابة دولية حقيقية على الأنشطة النووية الإسرائيلية، منعًا لانزلاق الأوضاع إلى ما هو أخطر.