عاجل

نتنياهو يصفهم بـ«الفاشيين».. متظاهرون يشعلون النيران أمام منزله رفضًا للحرب

بنيامين نتنياهو -
بنيامين نتنياهو - أرشيفية

في مشهد تصعيدي يعكس حجم الاحتقان الشعبي داخل إسرائيل بسبب استمرار الحرب على غزة وملف الأسرى، اشتعلت الأوضاع في العاصمة المحتلة القدس، صباح اليوم الأربعاء، مع انطلاق احتجاجات واسعة أمام منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث أقدم متظاهرون على إشعال سيارة خاصة وإضرام النار في الإطارات وحاويات القمامة، في ما اعتبرته الشرطة الإسرائيلية "حادثة خطيرة تستوجب الملاحقة القانونية".

وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأن الاحتجاجات جاءت في إطار ما يُعرف بـ"يوم العصيان"، والذي دعا إليه نشطاء إسرائيليون يطالبون بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وإنهاء احتلال المدينة، والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى تفضي إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.

حريق وأضرار وإجلاء سكان

اندلعت النيران فجرًا في أحياء رحافيا وجفعات رام بالقدس، حيث أُضرمت النيران في صناديق إعادة التدوير والإطارات، ما أدى إلى تضرر عدة سيارات، من بينها مركبة تعود إلى جندي احتياط خدم أكثر من 260 يومًا، وكان من المقرر أن يعود للمشاركة في العمليات الجارية في غزة الأسبوع المقبل.

وذكرت مصادر محلية أن إحدى السيارات التي احترقت تعود لـيوآف بار إيشاي وزوجته تمار بار شاي، وهما والدان لثلاثة أطفال، بينهم توأمان يبلغان من العمر ثلاثة أشهر. وقد تم إجلاء عدد من السكان من المباني المجاورة تفاديًا لوقوع إصابات، فيما أعلنت الشرطة اعتقال شخصين على خلفية الحادث.

إدانات من الحكومة والمعارضة

وتوالت ردود الأفعال السياسية الغاضبة من أطياف متعددة، حيث أدانت الشرطة وعدد من المسؤولين، سواء من الحكومة أو المعارضة، الحرائق والتخريب، في حين اتهم حلفاء نتنياهو النائبة العامة غالي بهاراف-ميارا بـ"التطبيق الانتقائي للقانون"، في إشارة إلى غضبهم مما يعتبرونه "تراخيًا" في التعامل مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

في المقابل، نفى منظمو الاحتجاجات أي علاقة لهم بإشعال الحرائق، مشيرين إلى أن تحركاتهم سلمية، وتهدف فقط إلى الضغط على الحكومة من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى تُنهي معاناة عائلات الجنود والمستوطنين المحتجزين لدى فصائل المقاومة.

نتنياهو يهاجم المتظاهرين

من جانبه، لم يتأخر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في التعليق، حيث وصف المتظاهرين بأنهم "يتصرفون مثل الفاشيين"، في تصريحات تحمل طابعًا تصعيديًا جديدًا، وتكشف عن الهوة العميقة بين الشارع الغاضب والحكومة التي تواجه انتقادات متزايدة لفشلها في إعادة الأسرى وإنهاء الحرب.

احتجاجات متواصلة ومطالب سياسية واضحة

وبحسب التقارير، تستعد مجموعات أخرى من المتظاهرين لتنظيم مسيرات جديدة لاحقًا خلال اليوم، في تصعيد واضح للموقف الداخلي، وسط مناشدات من أهالي الأسرى للحكومة بالتحرك الفوري لعقد صفقة تضمن إطلاق سراح أبنائهم، في مقابل تهدئة الجبهة مع قطاع غزة.

تأتي هذه الأحداث في وقت يتصاعد فيه الضغط الدولي على إسرائيل بسبب الوضع الإنساني الكارثي في غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية، وما يرافقها من اتهامات بانتهاك القانون الدولي الإنساني، مما يضع الحكومة في مأزق داخلي وخارجي غير مسبوق.

تم نسخ الرابط