خبير: احتلال غزة يقضي على مقومات الحياة بهدف إجبار الفلسطينيين على النزوح

أوضح العميد عادل المشموشي، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير ببدء تعبئة كبيرة لقوات الاحتياط للزج بهم في المعركة المرتقبة في مدينة غزة التي تهدف إلى احتلال المدينة وإنهاء وجود فصائل المقاومة الفلسطينية بها يعكس قراراً واضحاً لبدء اقتحام مدينة غزة، مشيراً إلى أن الاحتلال يسعى إلى اعتماد أساليب قاسية لتنكيل السكان الفلسطينيين في القطاع.
قطاع غزة كان الملاذ الأخير
وأشار المشموشي خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن قطاع غزة كان الملاذ الأخير لما تبقى من سكان المدينة، لكن الجيش الإسرائيلي يسعى حالياً إلى اقتحام هذه المناطق وتدميرها كما حدث في مناطق أخرى، مؤكداً أن العملية ستتسم بعنف شديد مع استهداف شامل لجميع مقومات المقاومة.
ونوه الخبير العسكري إلى وجود خلافات بين المؤسسة السياسية والمؤسسة العسكرية في إسرائيل، مؤكداً أن هذه التوترات تزيد من صعوبة استمرار العملية العسكرية، خاصة مع احتمالية خسائر بشرية كبيرة نتيجة طبيعة المعارك داخل الأحياء والمباني السكنية، حيث تستخدم المقاومة الفلسطينية الكمائن والخنادق للرد على قوات الاحتلال.
السيطرة الكاملة على مدينة غزة قد تستغرق حوالي ثلاثة أشهر
وأكد المشموشي أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن السيطرة الكاملة على مدينة غزة قد تستغرق حوالي ثلاثة أشهر، فيما قد يمتد القضاء على حركة حماس لأكثر من عام، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يعاني من إرهاق كبير بسبب الحروب المتكررة، ويعتمد بشكل كبير على استدعاء قوات الاحتياط، رغم حالة الإحباط والضغوط التي يعاني منها الجنود.
وفيما يتعلق بالمقاومة الفلسطينية، أكد أن فصائل المقاومة تمكنت منذ البداية من تنفيذ عمليات كر وفر ناجحة، تسبب خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي من خلال الكمائن والتفجيرات، مشدداً على أن التقدم الإسرائيلي داخل المدينة لن يكون سهلاً، وستكلفه العملية خسائر بشرية ومادية كبيرة.
ونوه إلى أن فشل العملية سيكون واضحاً إذا لم يتم تحقيق الأهداف المعلنة، والتي تتمثل في القضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس وتهجير سكان غزة، مؤكداً أن الاحتلال يسعى إلى تدمير البنى التحتية المدنية كالمستشفيات والمدارس ومصادر المياه، وهو ما يشكل جريمة حرب بحق السكان.
سياسة تهجير قسري للشعب الفلسطيني
وحذر المشموشي من أن الذريعة المعلنة لتحرير الأسرى الإسرائيليين من غزة قد تُستخدم كغطاء لتمرير سياسة تهجير قسري للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي تفوق بكثير عدد الأسرى الذين حررهم في السابق، مما يدل على ضعف العملية من الناحية العسكرية.
وفيما يخص احتمالات فرض حكم عسكري إسرائيلي على قطاع غزة، أشار المشموشي إلى أن التاريخ يعلمنا أن أي احتلال طويل الأمد لأي مدينة، خاصة ذات الأهمية الاستراتيجية كغزة، سيكون مكلفاً جداً ولن يضمن السيطرة المطلقة، مؤكداً أن المقاومة لن تتوقف، وستظل المقاومة الفلسطينية تمثل تحدياً كبيراً للاحتلال.