عاجل

هل يدخل كل من اسمه «محمد» الجنة؟ حقيقة الحديث وتفسير العلماء

د.شوقى علام: مفتي
د.شوقى علام: مفتي الجهمورية السابق

تداول البعض حديثًا يُنسب إلى النبي ﷺ يقول: "إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا ليقم من اسمه محمد فليدخل الجنة كرامة لنبيه". فهل هذا الحديث صحيح؟ وهل يكفي أن يكون اسم الشخص "محمد" ليحظى بالجنة دون حساب؟

حقيقة الحديث وفقًا للعلماء

بحسب ما أوضحه الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الديار المصرية السابق، فإن هذا الحديث ثابت في معناه، وورد بألفاظ متعددة في كتب الحديث، وأفضل رواياته يصل إلى درجة الحسن، كما أكّد ذلك كبار المحدثين والفقهاء.

روايات تدعم المعنى العام للحديث

ورد في بعض الروايات الصحيحة أن التسمية باسم "محمد" أو "أحمد" مستحبة، لما في ذلك من التبرك باسم النبي ﷺ. ومن هذه الروايات:

1. حديث الطبراني عن واثلة رضي الله عنه، قال رسولُ الله ﷺ: "من وُلِدَ له ثلاثة فلم يسمّ أحدهم محمدًا فقد جهل".


2. حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه: "من وُلِدَ له مولود فسمّاه محمدًا تبركًا به، كان هو ومولوده في الجنة".


3. جاء في "الشفا" للقاضي عياض أن النبي ﷺ قال: "ما ضرّ أحدكم أن يكون في بيته محمد ومحمدان وثلاثة"، في إشارة إلى بركة الاسم.

هل مجرد التسمية تكفي لدخول الجنة؟

العلماء يوضّحون أن المعنى المقصود من هذه الأحاديث ليس أن كل من يحمل اسم "محمد" سيدخل الجنة تلقائيًا، وإنما أن هذا الاسم يحمل بركة وشرفًا عظيمًا، وقد يكون سببًا من أسباب نيل الشفاعة، لكن الأعمال الصالحة والإيمان هما الأساس لدخول الجنة.

بركة اسم النبي ﷺ في الدنيا والآخرة

نقل الإمام مالك بن أنس عن أهل مكة قولهم: "ما من بيت فيه اسم محمد إلا رُزقوا ورُزق جيرانهم"، مما يدل على أن الاسم يحمل بركة خاصة، لكنه لا يغني عن الالتزام بالدين والعمل الصالح.

أكد الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام أن الحديث وإن لم يكن في أعلى درجات الصحة من حيث السند، إلا أن معناه ثابت بروايات متعددة تدل على شرف اسم النبي ﷺ وفضله. ولكن، لا يعني ذلك أن كل من اسمه "محمد" سيدخل الجنة دون حساب، بل يبقى الإيمان والعمل الصالح هما المعيار الأساسي في النجاة يوم القيامة.

تم نسخ الرابط