عاجل

عمرو بصيلة: تطوير التعليم الفني يبدأ من الاستثمار في العنصر البشري

الدكتور عمرو بصيلة
الدكتور عمرو بصيلة

أكد الدكتور عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، أن نجاح مصر في استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر، لا سيما في المشروعات السياحية والمدن الجديدة، يعتمد بشكل أساسي على توافر عنصر بشري مؤهل ومدرب قادر على إدارة وتشغيل هذه المشروعات بكفاءة عالية.

وخلال لقاءه مع الإعلامية منة فاروق، في برنامج "ستوديو إكسترا" على قناة "إكسترا نيوز"، شدد عمرو بصيلة على أن التحدي الأكبر أمام الدولة لا يكمن في جذب الاستثمارات فحسب، بل في ضمان استدامتها من خلال الكوادر البشرية المدربة، مؤكدًا أن المستثمر لا يبدأ أي مشروع دون تأكيد جاهزية العمالة القادرة على تشغيل وصيانة المشروع.

التعليم الفني ركيزة أساسية 

وأوضح عمرو بصيلة أن الدولة المصرية أولت اهتمامًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة بتطوير التعليم التكنولوجي والفني، من خلال تحديث المناهج الدراسية، وتأهيل المعلمين، وتقديم نموذج تعليمي يواكب احتياجات سوق العمل الحديث.

وأضاف عمرو بصيلة أن الاستثمار في التعليم الفني لا يقتصر على بناء مدارس فحسب، بل يشمل تجهيز معامل وورش تعليمية مزودة بأحدث التكنولوجيا، ما يجعل تكلفة الطالب في التعليم الفني تفوق تكلفة طالب التعليم العام بما يقارب سبعة أضعاف، نظرًا للاحتياجات العملية والتدريبية المتقدمة.

شراكات مع القطاع الخاص 

وأشار عمرو بصيلة إلى أن هذه التكاليف الكبيرة تتطلب تعاون الدولة مع القطاع الخاص وقطاع الأعمال العام، لتوفير فرص التدريب العملي للطلاب داخل بيئات العمل الحقيقية، بما يسهم في تجهيز كوادر مؤهلة تلبي متطلبات سوق العمل.

وأكد عمرو بصيلة أن هذه الشراكات تسهم في خلق جيل جديد من الفنيين المؤهلين، قادرين على تشغيل المشروعات السياحية والصناعية بكفاءة، وهو ما يضمن استدامة الاستثمارات الأجنبية في مصر على المدى الطويل.

التعليم أساس التحول الاقتصادي

وأضاف عمرو بصيلة أن التعليم الفني والتكنولوجي يمثل أحد الأدوات الأساسية لدعم التنمية الاقتصادية، موضحًا أن الدولة تراهن على التعليم الفني ليس فقط لتوفير فرص عمل للشباب، بل لضمان جاهزية القوى العاملة لمواكبة التطور في مختلف القطاعات الحيوية.

وشدد عمرو بصيلة على أن الاستثمار في العنصر البشري يُعد أكثر من مجرد مشروع تعليمي، بل هو استثمار استراتيجي يرفع من جاذبية مصر أمام المستثمرين ويعزز من قدرتها على المنافسة إقليميًا وعالميًا.

تطوير المناهج وتهيئة المعلمين 

وأكد عمرو بصيلة أن تطوير المناهج لا يقتصر على المعرفة النظرية، بل يشمل التدريب العملي والميداني للطلاب، مع التركيز على المهارات التكنولوجية الحديثة، ما يجعل الخريجين قادرين على تلبية متطلبات المشروعات الكبرى فور تخرجهم.

كما أوضح عمرو بصيلة أن المعلمين يخضعون لتدريبات مستمرة لرفع كفاءتهم العملية، وتزويدهم بأحدث طرق التعليم والتكنولوجيا المستخدمة في مختلف الصناعات، ما يعكس حرص الدولة على جودة التعليم الفني وفاعليته في تأهيل الكوادر.

الاستثمارات السياحية الجديدة 

وأشار عمرو بصيلة إلى أن المدن الجديدة والمشروعات السياحية الضخمة تتطلب عمالة ماهرة ليس فقط في التشغيل اليومي، بل في إدارة الخدمات والصيانة والصناعات المرتبطة بها.

ولفت عمرو بصيلة إلى أن الدولة تعمل على ربط الطلاب مباشرة بسوق العمل من خلال برامج تدريبية عملية داخل هذه المشروعات، لتصبح تجربة التعليم الفني مرتبطة مباشرة باحتياجات السوق الفعلية، بما يعزز من فرص استدامة الاستثمارات الأجنبية في مصر.

التكلفة العالية للتعليم الفني 

وأكد عمرو بصيلة أن التكلفة العالية للتعليم الفني والتكنولوجي تجعل التعاون مع القطاع الخاص أمرًا ضروريًا، بحيث يتحمل كل طرف جزءًا من النفقات، ويشارك في تأهيل الطلاب بشكل عملي واقعي.

وأضاف عمرو بصيلة أن هذه الشراكات تتيح للطلاب التعرف على بيئات العمل الحقيقية، واكتساب الخبرة العملية المباشرة، ما يضمن تجهيز خريجين قادرين على تلبية متطلبات سوق العمل بشكل احترافي.

<strong>عمرو بصيلة </strong>
عمرو بصيلة 

التعليم الفني ركيزة المستقبل 

واختتم عمرو بصيلة حديثه بالتأكيد على أن التعليم الفني ليس مجرد خيار تعليمي، بل هو ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد المصري وجذب الاستثمارات الأجنبية، مؤكدًا أن الكوادر المؤهلة هي الضمان الحقيقي لاستدامة المشروعات واستمرار التنمية.

وذكر عمرو بصيلة أن مصر تسعى من خلال تطوير التعليم الفني والتكنولوجي إلى بناء جيل من الشباب قادر على قيادة التحول الاقتصادي، وتحقيق النمو المستدام في مختلف القطاعات الحيوية.

تم نسخ الرابط