أحمد محارم: انتشار خبر وفاة دونالد ترامب لم يكن عابرًا بل مقصودًا |فيديو

كشف المحلل السياسي أحمد محارم، المقيم في واشنطن، تفاصيل مثيرة عن خلفيات شائعة وفاة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والتي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير مسبوق، لتتحول إلى مادة جدل عالمي، موضحًا أن هذه الشائعة لم تكن مجرد خبر عابر، بل جاءت في توقيت حساس سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا داخل الولايات المتحدة، وهو ما يفسر سرعة انتشارها على نطاق واسع.
وأشار أحمد محارم، في مداخلة هاتفية عبر برنامج 90 دقيقة المذاع على قناة المحور الفضائية، إلى أن توقيت الشائعة ارتبط بزيادة حالة القلق في الداخل الأمريكي، خصوصًا مع تزايد الانتقادات الموجهة لأداء ترامب وتناقض تصريحاته المتعلقة بالملفات الدولية الساخنة، وفي مقدمتها الحرب في غزة والتوترات مع روسيا وأوكرانيا.
شائعة وفاة ترامب.. لماذا الآن؟
وأكد أن انتشار شائعة وفاة ترامب بهذا الشكل المفاجئ يرتبط بحالة عدم الرضا في أوساط واسعة من الرأي العام الأمريكي، سواء بين قيادات سياسية أو منظمات مجتمع مدني أو حتى شرائح شعبية لم تعد ترى في ترامب شخصية قادرة على إدارة الملفات الكبرى.
وأوضح "محارم" أن جزءًا كبيرًا من هذا الغضب ناتج عن الدعم غير المسبوق الذي يقدمه ترامب لإسرائيل في حرب غزة، وهو دعم اعتبره كثيرون "غير مبرر" وأضر بالمصالح الأمريكية أكثر مما أفادها، مبينًا أن هذه النقطة على وجه التحديد كانت سببًا في أن الشائعة لاقت صدى واسعًا، حيث ربطها البعض بفشل ترامب في الإيفاء بوعوده الانتخابية بإنهاء حرب غزة بسرعة، عبر اتصالات سياسية أو دبلوماسية، وهو ما لم يتحقق.
تناقضات بين غزة وأوكرانيا
وتطرق أحمد محارم إلى تصريحات ترامب التي وصفها بالمتناقضة بشأن الحرب في غزة وأوكرانيا، حيث سبق للرئيس الأمريكي أن أكد خلال حملاته الانتخابية أنه قادر على إيقاف الحرب في غزة باتصال هاتفي واحد، وكذلك إنهاء الأزمة الأوكرانية الروسية خلال فترة وجيزة.
لكن الواقع، بحسب أحمد محارم ، جاء مخالفًا تمامًا لهذه الوعود، حيث استمرت الحرب في غزة بشكل أكثر عنفًا، بينما لم تحقق إدارة ترامب أي تقدم في ملف الصراع الروسي الأوكراني، بل زاد المشهد تعقيدًا، وهو ما أضعف من مصداقيته أمام الرأي العام الأمريكي والدولي على السواء.
ترامب والإدارة الأمريكية
وكشف أن سبتمبر يمثل دائمًا شهرًا مليئًا بالتحديات في الداخل الأمريكي، لكنه هذا العام كان أكثر قسوة على ترامب، حيث واجه ستة ملفات حاسمة في وقت متزامن، على رأسها أزمة الموازنة الفيدرالية التي تهدد بإغلاق الحكومة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الحزبين داخل الكونجرس قبل الأول من أكتوبر.
وأضاف أحمد محارم أن هذه الأزمة المالية ليست جديدة على الولايات المتحدة، لكنها في هذه المرة تأتي متزامنة مع ملفات خارجية أكثر خطورة، مثل استمرار الحرب التجارية مع روسيا، والمهلة الزمنية التي منحها ترامب سابقًا لإيقاف الحرب في أوكرانيا دون نتائج ملموسة، مما ضاعف الضغوط السياسية والإعلامية ضده.
اللوبي الصهيوني في أمريكا
وأوضح أن تصريحات ترامب الأخيرة حول اللوبي الصهيوني داخل الكونجرس عكست تراجعًا ملحوظًا في النفوذ الإسرائيلي بالولايات المتحدة مقارنة بالماضي، فقد أقر ترامب بأن إسرائيل لم تعد تمتلك نفس القوة داخل المؤسسات الأمريكية كما كانت قبل 20 عامًا، في اعتراف نادر من رئيس أمريكي بهذا الحجم.
وأشار أحمد محارم إلى أن هذا التراجع في قوة اللوبي يوازيه صعود أصوات داخل الحزب الديمقراطي، وأحيانًا الجمهوري أيضًا، تعارض استمرار الدعم غير المشروط لإسرائيل، وهو ما يضع ترامب وحلفاءه في مأزق سياسي متزايد، خاصة مع تزايد الغضب الشعبي تجاه مشاهد الحرب في غزة.
تصريحات تزيد الجدل
أكد أحمد محارم أن تصريحات ترامب المتضاربة، تارة بوعود كبيرة وتارة بتبريرات واعترافات بالفشل، ساهمت في تضخيم الجدل حول شخصيته وأدائه السياسي. فبينما يعلن قدرته على حل النزاعات الكبرى في وقت قياسي، يعود لاحقًا ليصرح بأن الأمور أعقد بكثير مما توقع، وهو ما اعتبره الكثيرون تناقضًا يضعف موقفه أمام خصومه.
ونوه أحمد محارم إلى أن هذه التناقضات، إلى جانب الأزمات الداخلية والضغوط الاقتصادية، ساعدت على خلق بيئة خصبة لترويج شائعات ضخمة مثل وفاة ترامب، خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تضاعف من حجم أي خبر بشكل فوري.

مستقبل ترامب السياسي
واختتم أحمد محارم بالتأكيد على أن أزمة ترامب اليوم لم تعد مجرد جدل حول تصريحاته أو أخطائه السياسية، بل أصبحت أزمة ثقة شاملة تهدد مستقبله السياسي داخل الولايات المتحدة، فالرأي العام بات أكثر وعيًا بتناقضاته، والملفات الدولية تكشف ضعف قدرته على إدارة الأزمات، بينما يظل الدعم المطلق لإسرائيل نقطة خلاف كبرى بينه وبين قطاعات واسعة من المجتمع الأمريكي.
وشدد أحمد محارم أن هذه المعطيات تجعل أي شائعة تتعلق بصحة ترامب أو مستقبله السياسي قادرة على الانتشار بسرعة البرق، لأنها تجد بيئة مشبعة بالشكوك والتساؤلات حول مدى استمراريته وتأثيره على المشهد السياسي الأمريكي والدولي.